بقش - مقالات 23 نوفمبر 2023م - عمار خالد يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من حالة انهيار اقتصادي تكاد تكون غير مسبوقة وفقاً للتقارير الإسرائيلية التي تؤكد ذلك. سوق الأسهم الإسرائيلية تشهد أكبر خسائرها، إلى حد أنها أصبحت "الأرخص في العالم الغربي" وفقاً لصندوق الاستثمار الإسرائيلي "مور بروفيدانت فاندس" بسبب الحرب، مع تراجع المؤشر الرئيسي في بورصة تل أبيب، "تل أبيب 35"، بنسبة 6.5% عما كان عليه قبل اندلاع الحرب وفق تقرير اطلع عليه مرصد بقش لموقع "غلوبس" الإسرائيلي. وتهدد هذه الأوضاع بانهيار الاقتصاد وسط حملات المقاطعة القوية للبضائع والخامات الإسرائيلية وتوقف التجارة. وتأتي هذه الصدمات مؤرقة خصوصاً بعد أن شهد الاقتصاد الإسرائيلي قبل الحرب عوائد اقتصادية جيدة في سوق رأس المال، لأنها تأثرت بشكل رئيسي بالأسواق الخارجية، التي عاشت عاماً ممتازاً، حسب تعبير كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق أوروي كيرين. الاقتصاد "يتشكك" في كل شي يعاني أداء السوق الإسرائيلية في الوقت الراهن ليس من الحرب فقط، بل ومن حالة "عدم اليقين" السياسي حول مستقبل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، خلال تنامي المظاهرات في قلب تل أبيب ضده وضد حكومته. على سبيل المثال، صناديق الادخار والمعاشات التقاعدية كانت تبلغ قيمتها قبل الحرب أكثر من 67 مليار شيكل مستثمرة في بورصة تل أبيب والأسواق العالمية، لكن هذه الصناديق خسرت خسائر حادة بسبب تراجع سعر صرف الشيكل وعلاوة المخاطر أثناء الحرب حسب متابعات بقش. وبينما تحرص حكومة نتنياهو عبر ضخ الدولارات في السوق على طمأنة الدائنين وحَمَلة السندات الإسرائيلية، ما يزال المؤشر الرئيسي في بورصة تل أبيب، تل أبيب 35، أقل بنسبة 6.5% عما كان عليه قبل الحرب، وهو ما يزيد المخاوف لدى هؤلاء بسبب استمرار ما يمكن تسميته بالنزيف الاقتصادي. وحالياً تخرج بيانات تفيد بأن تهالك الاقتصاد يطال مختلف القطاعات الاقتصادية الكبرى والصغرى. من هذه القطاعات قطاع "صناعة الأثاث" الإسرائيلي الذي يشهد انخفاضاً حاداً في النشاط، منذ 7 أكتوبر، وهو ما جعل جمعية صناعة الأثاث الإسرائيلية تتوقع وقوع العديد من الشركات في "حالة إفلاس" دون الحصول على قروض وتعويضات تضمنها حكومة نتنياهو عن انخفاض الأرباح. ووفقاً لموقع كالكاليست الاقتصادي الإسرائيلي، تعرضت سلاسل الأثاث وتصميم المنازل لضربة قوية من الحرب، ويعيش مختصُّوها أزمة انخفاضٍ حاد في المبيعات ونقص في العمال، فضلاً عن مخاوف الإفلاس. وإذا لم يتوفر حل سريع لهذه الصناعة وفقاً للموقع، فستجد العديد من الشركات نفسها بلا إنتاج.