رغم الآثار الضاربة التي سببتها أزمة البحر الأحمر لسوق الشحن البحري العالمية وصناعة سفن الحاويات، إلا أن الأزمة نفسها أدرَّت الملايين على سفن الحاويات نتيجة عبورها من طرق أطول زادت من الرسوم وتكاليف الشحن والتأمين. ووفقاً لتقرير اطلع عليه بقش نشرته مجلة الإكونوميست البريطانية، فقد تضاعفت الآن تكلفة إرسال حاوية من #شنغهاي في #الصين إلى الساحل الغربي لـ #أمريكا منذ أواخر أبريل، لتصبح الآن أكثر من 4 أضعاف ما كانت عليه أوائل ديسمبر 2023، وأقل بنسبة 12% فقط من ذروة وباء #كورونا في فبراير 2022. ويقول ستيفن غوردون، من شركة كلاركسون لوساطة السفن، إن الاضطراب في البحر الأحمر هو السبب الرئيسي لارتفاع الطلب. وإذا ظل البحر الأحمر مضطرباً حتى وقت لاحق من هذا العام، فإن الطلب الإضافي يمكن أن يمتص زيادة الأساطيل المتنامية بشكل أو بآخر، والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 8% هذا العام، وإذا تراجعت #حكومة_صنعاء عاجلاً عن هجماتها، فإن ذلك سيترك العديد من السفن الجديدة عاطلة عن العمل، وفقاً للإكونوميست. وتشير المجلة إلى أن شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك"، هي والشركات المنافسة لها، تستخدم المكاسب غير المتوقعة لطلب سفن جديدة. وتتفاءل "ميرسك" بإمكانية تجنب زيادة العرض إذا أخرت شركات الشحن استلام السفن من المؤجرين وتخلصت من السفن القديمة عاجلاً، وهي ليست فكرة سيئة لأنها تساعد هذه الشركات على تجديد أساطيلها رغم أن من المرجح أن تظل الأمور "متقلبة وغير متوقعة" إلا أن هذا قد يعني "عقداً من ظروف السوق القوية" بالنسبة لهذه الصناعة. خسائر ممتدة شركة ميرسك أيضاً توقعت في تصريحات جديدة تابعها بقش، أن تستمر الاضطرابات التي تؤثر على طرق شحن الحاويات عبر البحر الأحمر خلال الربع الثالث من 2024، وأشارت إلى أن هذه الأزمة كلما طالت كلما زادت التكاليف بشكل أكبر. واضطرت الشركة الدنماركية لتعديل أسطولها واستخدام سفن قد تختلف في حجمها عن السفن القياسية للشركة على بعض المسارات، وهو ما سيؤثر على قدرة الشركة على تلبية مستويات الطلب الحالية. ولن تعود ميرسك وغيرها من شركات الشحن إلى الشحن البحري عبر البحر الأحمر وخليج #عدن إلا بضمان سلامة البحارة والسفن والبضائع، حيث إن شركات عدة تقول إنها لا تتوقع العودة للإبحار من هذا الممر فوراً حتى بعد إيقاف الهجمات اليمنية، بل إن الأمر يتطلب تنسيقاً متصلاً بضمان سلامة البحارة والسفن التجارية وحمولاتها خلال العبور. من جانبها تتوقع شركة Clarksons Research لمعلومات السوق، أن يشهد نشاط الشحن ثاني أكبر ارتفاع سنوي له على الإطلاق، بسبب تصاعد التوترات في البحر الأحمر، حيث من المتوقع أن تنمو أميال الأطنان التي تحسب حجم البضائع المنقولة مضروبةً في المسافة المقطوعة، بنسبة 5.1%، مقارنةً بعام 2023، لتصل إلى 3.2 تريليون طن ميل، في حين تعيد السفن مسارها آلاف الأميال حول القرن الأفريقي. وكان #البنك_الدولي في وقت سابق سلَّط الضوء على أن هذه التوترات أثرت بشكل كبير على حركة الملاحة البحرية، حيث خفضت حجم العبور من مضيق #باب_المندب إلى النصف بحلول نهاية مارس 2024، في حين تضاعفت حركة المرور عبر رأس الرجاء الصالح. وارتفعت مسافات وأوقات السفر لسفن البحر الأحمر في مارس 2024، مع زيادة المسافات المقطوعة بنسبة 60% تقريباً عن يناير.