أدى تحويل شركات الشحن لسفن الحاويات حول رأس الرجاء الصالح إلى ارتفاع الأسعار، وهذا ما تعتبره شركات الشحن والنقل بمثابة "هدية" لها، حيث يضطر الشاحنون إلى الموافقة على عقود باهظة الثمن مع الشركات. ووصل الأمر إلى اعتبار أنه "لولا الأزمة في البحر الأحمر لكان السوق في الحضيض الآن" وفقاً لخبراء منصة Xeneta المتخصصة في قياس أسعار الشحن البحري والجوي وتحليلات السوق. حيث أصبحت شركات الشحن العالمية الكبرى تنظر إلى أزمة البحر الأحمر على أنها عنصر منفرد يحدد كيفية تطور عام 2024، فقد أعطت هذه الأزمة الشركات فرصة فرض شروط وأسعار على العقود طويلة الأجل، حسب متابعات بقش. كما أن شركات الطيران تمكنت من دفع بعض العقود على الطريق الذي كان الأكثر ازدحاماً والأكثر تضرراً من أزمة البحر الأحمر، أي طريق الشرق الأقصى إلى البحر الأبيض المتوسط، بدلاً من العقود في الشرق الأقصى إلى شمال #أوروبا أو عبر المحيط الهادي. صفقات باهظة الثمن وارتفاع للأسعار يوضح كبير محللي منصة Xeneta، بيتر ساند، أنه من وجهة نظر شركات الشحن كان من الذكاء إبرام بعض العقود بسرعة لأن الشرق الأقصى إلى البحر الأبيض المتوسط هو المكان الذي كان فيه الشاحنون أكثر تردداً. وتعرف شركات الطيران أن الأسعار يجب أن تنخفض مرة أخرى، ولهذا السبب يحتاجون إلى توقيع بعض العقود طويلة الأجل، وربما ليس لسنة أو لسنتين، ولكن لرُبع أو رُبعين. وأصبحت معدلات العقود أعلى بحوالي 10 إلى 20% مما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، ومع ذلك لا تركز شركات الشحن فقط على السعر، لأنها تريد أيضاً تأمين الأحجام لفترة أطول من الوقت، لذلك هناك العديد من المصالح التي تتقاطع هنا. ويقول ساند: "تستمر بعض العقود مع الشاحنين لمدة تصل إلى عام، ولكن بعد ذلك تحتوي على بند حيث يمكن تعديل السعر كل ثلاثة أشهر". وشكَّل معظم عام 2023 انكماشاً طويلاً لشركات نقل الحاويات بسبب انخفاض الطلب وانخفاض الأسعار وانخفاض أرباح التشغيل. لكن نهاية عام 2023 والربع الأول من هذا العام، كانا بمثابة تغيير لقواعد اللعبة لشركات الشحن. وكان للتغييرات في خارطة الشحن تأثير فوري على العرض والطلب على سعة الحاويات، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن. وبلغ تأثير البحر الأحمر على أسعار الشحن ذروته في يناير 2024، وبعد ذلك انخفضت الأسعار ببطء ولكن بثبات، ومع ذلك فإنها لا تزال أعلى بنسبة 83% عن العام الماضي وأعلى مما كانت عليه في نوفمبر 2023، وفق اطلاع بقش. وفي الأسبوع الماضي ارتفعت الأسعار على طريق #شنغهاي - أوروبا بنسبة 17% و13-14% على الطرق عبر المحيط الهادي، ويُعتقد أن تظل الأسعار مرتفعة لبقية عام 2024. وتشير شركة التحليلات Linerlytica إلى أن الاستخدام المحسن لسعة الشحن بسبب مسافات الإبحار الطويلة قد يؤدي إلى زيادة الأسعار في مايو المقبل. ولأن شركات الشحن تنظر إلى أن أزمة البحر الأحمر لن تنتهي في أي وقت قريب، فإن الطلب هذا العام سينمو بأكثر من 6%. وفي السياق لا يزال تغيير مسارات السفن حول رأس الرجاء الصالح يثير مخاوف من زيادة انبعاثات الكربون، مما يشكل تحديات للشركات التي تحاول الحد من التلوث في سلاسل التوريد الخاصة بها، وفقاً لوكالة بلومبيرغ. حيث أدى التفاف السفن إلى قرابة 13.6 مليون طن إضافي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ ديسمبر 2023.