بالتزامن مع توترات #البحر_الأحمر وتجنب السفن العبور منه، يمر قطاع الشحن البحري الدولي بأزمة توافر حاويات، حيث أصبح من الصعب بشكل متزايد الحصول على الحاويات، خصوصاً القادمة من شمال #الصين. وتشير بيانات اطلع عليها بقش بموقع "Loadstar" المتخصص في الخدمات اللوجستية وبيانات الشحن، إلى أن قوة سوق الشحن وكذلك انخفاض سعة السفن بسبب أزمة البحر الأحمر، يخلقان نقصاً في كل من السفن والحاويات، فهناك نقص حقيقي في الحاويات ذات 40 قدماً، وبالكاد تصل الحاويات إلى أي ميناء للصين أو #ماليزيا أو #سنغافورة، قبل أن تخرج محملة مرة أخرى. وتؤدي الاضطرابات الراهنة والازدحامات في الموانئ، إلى فوضى تامة في تخطيط المعدات، كما يقول الموقع، وهناك الكثير من الفراغ في #كولومبو السريلانكية على سبيل المثال وموانئ الخليج العليا. وتؤكد البيانات أن مخزون المعدات، وخصوصاً في شمال الصين، ضيق ويختلف يومياً بناء على وصول السفن وتفريغ الحاويات الفارغة، وفي #شنغهاي يتراوح وقت انتظار السفن بين ثلاثة أيام و 14 يوماً بسبب ازدحام الميناء، كما أن هناك تأخيرات في الجدول الزمني بجميع شركات الطيران تقريباً. وتكافح شركات النقل من أجل الحصول على حاويات عبر العديد من الموانئ الصينية، بما في ذلك الشركات العالمية "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ لويد" الألمانية و"كوسكو" الصينية، وMSC السويسرية، وCMA CGM الفرنسية، وجميعها حسب متابعات "بقش" شركات تتجنب العبور من البحر الأحمر خشية استهدافها من قوات #صنعاء. وأعلنت شركات الطيران عن إبحار فارغ لشهر يونيو المقبل، مما أدى إلى انخفاض كبير في السعة بنسبة 15 إلى 20%، وهو ما فاقم تقلبات السعة من أسبوع لآخر. ويقول مسؤولو شحن الحاويات إن الطلب الحالي في السوق يتحدى جميع التوقعات منذ ستة إلى تسعة أشهر. حرب الشاحنين على الحاويات بدأ موسم الذروة التقليدي في وقت مبكر، قبل الفترة المعتادة من يوليو إلى أكتوبر، حيث يقوم الشاحنون بحجز أماكن الآن بسبب قلة توافر السفن والحاويات. ووفقاً لتومي هسيه، المدير العام لشركة الشحن التايوانية Wan Hai Lines، فإن أزمة البحر الأحمر والتحديات في الملاحة أدت إلى إطالة مسافات الإبحار، ما تسبب في خفض القدرة الخاملة إلى 190 ألف حاوية مكافئة فقط، أو 0.7% من إجمالي الأسطول. كما أطلق هسيه على الوضع الراهن اسم "الحرب على الحاويات"، حيث يتكرر نقص الحاويات لأول مرة منذ جائحة #كورونا، ولم يعد لدى صانعي الحاويات الرئيسيين أي أماكن متاحة، مع ارتفاع الحجوزات. وقال هسيه: "بعد النقص في السفن، بدأت حرب على الحاويات، وزادت طلبات الحاويات الجديدة بشكل كبير، والشركات المصنعة للحاويات الكبرى ممتلئة بالفعل حتى نوفمبر المقبل، وهذا سيدعم مستويات الشحن في الربع الثالث ". وفي الربع الأول من عام 2024، ارتفعت حركة الحاويات المنقولة بحراً بنسبة 23% على أساس سنوي، لتصل إلى 4.48 ملايين حاوية مكافئة، مما يدل على أن الطلب الاستهلاكي قوي للغاية. وإلى جانب أزمة البحر الأحمر التي تؤثر على سلسلة التوريد، لا يوجد حل قصير الأجل وفقاً لرواد صناعة الشحن، حيث تتحرك السفن على الساحل الشرقي بين #آسيا والولايات المتحدة وآسيا وشمال #أوروبا وآسيا والبحر الأبيض المتوسط حول رأس الرجاء الصالح. هذا وكانت خدمة آسيا وأوروبا وحدها تتطلب 12 سفينة في السابق للحفاظ على الإبحار المنتظم، أما الآن فهناك حاجة إلى 15 سفينة حسب البيانات التي طالعها بقش.