أثرت حكومة صنعاء على الجغرافيا السياسية البحرية الأمريكية، وذلك بعد أن تعطلت التجارة البحرية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، وحدث ذلك بعد أن فقدت #أمريكا جميع القيم الأخلاقية والمعنوية من خلال التصفيق لنتنياهو مهندس الإبادة في #غزة. هذا ما قاله تقرير طالعه بقش لمركز الأبحاث الكندي غلوبال ريسيرش، معتبراً أن هجمات حكومة صنعاء على السفن المرتبطة بـ #إسرائيل أدت إلى تعطيل التجارة البحرية العالمية، بعد أن كانت حوالي 50 سفينة، تحمل 7 ملايين برميل من النفط و1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، تمر عبر مضيق #باب_المندب يومياً. وقد انخفضت هذه الكميات الآن بنحو 60%، والسبب هو عدم القدرة على منع هجمات حكومة صنعاء ضد إسرائيل والسفن التجارية المرتبطة بالغرب وحتى السفن الحربية. ووقع أول هجوم من جانب حكومة صنعاء على إسرائيل في التاسع من نوفمبر 2023، ومنذ ذلك الحين، نفذت حكومة صنعاء حوالي 150 هجوماً أو محاولة هجوم في البحار المحيطة، وخصوصاً في باب المندب وخليج #عدن. وفي البداية شنت هجمات بطائرات مسيرة من على بُعد 2000 كيلومتر على مدينة #إيلات الساحلية الإسرائيلية في البحر الأحمر، ثم بدأوا في مهاجمة السفن التي ترفع علم إسرائيل باستخدام ميزة الجغرافيا العسكرية الضيقة للمضيق بالصواريخ والطائرات المسلحة بدون طيار والمركبات السطحية، إضافة إلى احتجاز سفينة "Galaxy Leader" الإسرائيلية في البحر الأحمر وأخذها مع طاقمها إلى قبالة سواحل #الحديدة. الهجمات مستمرة ونطاق الضرر يتسع رغم عمليات الحراسة البحرية بواسطة التحالف البحري الدولي الذي تقوده واشنطن منذ نهاية عام 2023 والعمليات العقابية والتحييد التي تستهدف رادار قوات حكومة صنعاء، وكذا استهداف الموانئ والقواعد التابعة لها، إلا أن الهجمات اليمنية لا تتناقص. فبين شهري مارس ويوليو 2024، حدث ما يقرب من 100 هجوم، على الرغم من تكثيف الغارات الجوية على اليمن ودعم سلاح الجو الإسرائيلي، وغرقت السفينة اليونانية "Tutor" في 12 يونيو 2024. علاوة على ذلك، زادت حكومة صنعاء من هجماتها في أعقاب كل خطوة مدمرة من قبل إسرائيل في غزة، ففي 19 يوليو 2024 أظهرت حكومة صنعاء قدرة غير عادية من خلال ضرب تل أبيب بطائرة مسيرة، وقد أظهر ذلك قدرتها على الحصول على وسائل إسقاط القوة النارية بعيدة المدى، مما يشير إلى أن مياه شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تصبح خطرة أيضاً في المستقبل، وفقاً للمركز الكندي. كما أن رد إسرائيل بضرب ميناء الحديدة بطائراتها يدل على أن إسرائيل رسمياً في حالة حرب مع اليمن. ومن الصعب تطبيع التجارة البحرية في وضع كهذا، فعلى الرغم من استمرار عمليات الولايات المتحدة و #الاتحاد_الأوروبي بغرض ما يسمونه حماية الحركة التجارية في المنطقة، إلا أنه من الصعب على حركة المرور العودة إلى طبيعتها السابقة، ولم يعد طريق البحر الأحمر إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، وخصوصاً في خليج #العقبة، مستخدماً، إلى جانب أن ميناء إيلات قد أفلس. إضافة إلى ذلك، ازدادت أقساط التأمين بمقدار 6-7 مرات، والعديد من الشركات غير راغبة في المخاطرة بزيادة تهديدات الضرر، وقد فضَّلت شركات الحاويات الكبيرة مثل Maersk وMSC وOOCL وCMA CGM طريق رأس الرجاء الصالح على البحر الأحمر خلال الأشهر الثمانية الماضية، وقد أدى هذا التحول إلى زيادة كبيرة في أسعار الشحن للناقلات من مضيق #هرمز وشحنات الحاويات من #الصين و #هونغ_كونغ. كما أدى انخفاض حركة الحاويات عبر باب المندب والبحر الأحمر والتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح إلى تعطيل حركة الحاويات في جميع أنحاء العالم، وفي المراكز (الموانئ) الرئيسية مثل #سنغافورة تتجاوز أوقات انتظار السفن الآن أسبوعاً كاملاً. معنويات عالية لحكومة صنعاء يقول المركز الكندي إن "التفوق الأخلاقي الكامن وراء هجمات السفن التي شنت ضد إسرائيل في 19 نوفمبر 2023 ينبع من النجاح ضد السعوديين في عام 2018". حيث قبل عام 2018، كان يمر 3 ملايين برميل من النفط عبر باب المندب يومياً، وكانت الحصة الأكبر من نصيب السعوديين، ووصلت معظم المنتجات المصنعة من مصفاة #ينبع على ساحل البحر الأحمر إلى الأسواق العالمية عبر هذا المضيق. من ناحية أخرى، قللت #السعودية من اعتمادها على هذا المضيق ومضيق هرمز من خلال خط أنابيب تم إنشاؤه مسبقاً يمكنه نقل 5 ملايين برميل من النفط يومياً إلى البحر الأحمر. وبالنظر إلى السيناريوهات التي قد تغلق فيها #إيران مضيق هرمز، الذي يمر عبره 15 مليون برميل من النفط يومياً، فإن تحويل البحر الأحمر إلى منطقة خطرة من قبل حكومة صنعاء هو في الواقع ضربة كبيرة للجغرافيا السياسية البحرية الأمريكية. وقد زادت حكومة صنعاء من نفوذها على الأرض من خلال التأثير الأخلاقي لهذه النجاحات والتكتيكات والتقنيات الجديدة التي طورتها. ويتساءل المركز: "هل يمكن للولايات المتحدة وحلفائها، إسرائيل و #بريطانيا، شن غزو عسكري في اليمن؟ وهل يمكن إقناع السعودية ودول الخليج بالدخول في حرب أخرى بالوكالة؟". تقويض السمعة الأمريكية تقوّض حكومة صنعاء سمعة القوة البحرية الأمريكية حسب المركز الكندي، حيث إن تعطل التجارة البحرية العالمية يؤدي إلى فقدان القوة والهيبة للولايات المتحدة التي ادعت أنها تهيمن على المحيطات منذ عام 1945. ويُعد منع حكومة صنعاء من الاستمرار في تقويض سمعة القوة البحرية الأمريكية أمراً شاقاً وصعباً بالنسبة لأمريكا، ومن دون غزو بري أو قطع كامل للاتصال البحري لليمن، ليس من السهل إيقاف حكومة صنعاء كما يقول التقرير. وإذا بدأت عملية الغزو في البحر الأحمر، فإن الصراع الأوسع لابد منه، مما سيؤدي إلى الإغلاق الكامل لمضيق هرمز وباب المندب، وهو ما يعني انهيار الاقتصاد العالمي. هذا ويتم تحميل أو تفريغ 1600 حاوية كل دقيقة على مستوى العالم، أو كل يوم يتم نقل 5.5 مليون طن من النفط عن طريق البحر، وتتسبب الاضطرابات في طريقي باب المندب والبحر الأحمر في سلسلة من ردود الفعل في مناطق أخرى، ونتيجة لذلك، تجد إسرائيل صعوبة متزايدة في الحفاظ على اقتصادها الحربي، إلا أن المركز يرى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل كما تخلت عن #أوكرانيا.