عصف إضرابُ اليوم الواحد في إسرائيل بالاقتصاد المغلق منذ صباح اليوم الاثنين، وهو ما طال شركات التكنولوجيا الفائقة والمصارف والمزارع والمدارس والشركات الخاصة والمرافق الحكومية، وذلك بغرض الضغط على حكومة نتنياهو للدخول في صفقة تبادل الرهائن. وعن تكلفة هذا الإضراب على الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر أصلاً، فتبلغ تقديرياً 5.8 مليارات شيكل، أو ما يعادل 1.6 مليار دولار يومياً، وفقاً لاطلاع بقش على صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية. ويأتي الإضراب الشامل عقب مقتل ستة محتجزين تقول حماس إن سببه القصف الإسرائيلي على #غزة، وخرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع الأحد بعد العثور على الستة قتلى في القطاع، وهو ما جعل العائلات تحمّل رئيس الوزراء نتنياهو المسؤولية، قائلةً إنه كان من الممكن إعادتهم أحياء إذا كان قد تم إبرام صفقة على تبادل الرهائن. ومع انطلاق هذا الإضراب، قدَّم وزير المالية الإسرائيلي التماساً إلى محكمة العمل ضد قرار إغلاق الاقتصاد، وورد في الالتماس أنه بناء على طلب وزير المالية ورئيس الوزراء، يُطلب من المحكمة إصدار قرار لوقف الإضراب المفاجئ الذي أعلنه رئيس الهستدروت في جميع مرافق الحكومة، حيث لا يُعد إضرابا لأغراض نزاع عمالي جماعي، بل هو إضراب سياسي حد قوله. وبناء على ذلك الالتماس انتهى الإضراب النادر بعد أن قضت محكمة عمالية بضرورة وقفه بحلول الساعة 2:30 مساء. الإضراب في هذه القطاعات افتتحت بورصة تل أبيب اليوم كالعادة بعد استبعادها من الإضراب العام الذي شمل بنك إسرائيل المركزي وهيئة الأوراق المالية وهيئة سوق رأس المال. وغير البورصة، ثمة استثناءات في الإضراب شملت السكك الحديدية والمستشفيات وبالأخص الطوارئ، وشركة الكهرباء، والتعليم الخاص، وسلاسل تسويق المواد الغذائية. وانطبق الإضراب العام على النظام المصرفي، ما يعني إغلاق فروع البنوك ووحدات المقرات الرئيسية. كما توقف مطار بن غوريون عن العمل منذ الثامنة صباحاً، لكن سلطة المطارات أعلنت أن المطار سيبقى مفتوحاً، وقامت شركات الطيران الإسرائيلية بنقل الرحلات إلى ما قبل الساعة الثامنة صباحاً أو بعد الساعة العاشرة صباحاً، وتم تسجيل تأخيرات في هذا الوقت نتيجة توقف الموظفين عن العمل. وبصرف النظر عن المغادرة من المطار، أثَّر الإضراب أيضاً على كافة أمتعة الركاب في الرحلات القادمة، ما يؤدي إلى تأخير وصولهم بشكل كبير. أما الموانئ البحرية في #أشدود و #حيفا فتم إغلاقها، لكن مع ذلك أشارت يديعوت أحرونوت وفقاً لاطلاع بقش، إلى أنه تم الضغط بشدة على اللجان في الموانئ لعدم المشاركة في الإضراب. وبالمثل شمل الإضراب القطاع العام، الذي ينتمي معظمه إلى نقابة الهستدروت، بما في ذلك الخدمات الحكومية، كخدمة التشغيل والتأمين الوطني ومؤسسات المياه، وكافة الوزارات الحكومية. إضراب أكبر الشركات منتدى الأعمال في إسرائيل، الذي يوظف معظم العمال غير المنتمين إلى النقابات في إسرائيل، عقد اجتماعاً طارئاً وأعلن الانضمام إلى الإضراب، وفي المنتدى نحو 200 من أكبر الشركات في إسرائيل، بما فيها بعض كبار الأسماء في القطاع الخاص. وتقول غلوبس العبرية، إن الإضراب شمل كلاً من جمعية المصنعين، وجمعية المزارعين، وجمعية بناة الأرض (المقاولين) والتجار وصناع الألماس والفنادق والسينما وشركات التأمين وشركات الأمن وشركات التنظيف والجمعية الوطنية للتجارة وشركات النقل والمنظمات المستقلة ورابطة الغرف التجارية. وقت حساس كانت صحيفة غلوبس الإسرائيلية توقعت استمرار الإضراب حتى يوم غد الثلاثاء، لكن اتحاد الهستدروت أعلن عن انتهاء الإضراب عند الساعة السادسة من مساء الاثنين. ويأتي هذا الإغلاق وسط ارتفاع العجز في شهر يوليو إلى 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يفوق تقديرات الموازنة المحددة عند 6.5%. ويبلغ التضخم حالياً 3.2%، في أعلى من السقف البالغ 3%، أما نمو الاقتصاد في الربع الثاني من عام 2024 فكان 1.2% فقط، ليسجل انكماشاً عند مواءمته مع النمو السكاني البالغ 2%، في حين هبطت الاستثمارات في الربع الثاني بنسبة 17% مقارنة بالربع المقابل من العام الماضي.
