بقش - الأخبار العالمية 1 نوفمبر 2023م علَّق خبير اقتصادي على تقرير #البنك_الدولي الحديث الذي توقَّع بلوغ متوسط أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل، وسط تداعيات ومخاوف توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط على أسواق النفط والسلع الأساسية. وذكر البنك الدولي في تقريره أن أسعار النفط في أشد السيناريوهات ستصل إلى مستوى قياسي بين 140 إلى 157 دولاراً للبرميل، بنسبة ارتفاع 56% إلى 75% في حال توسع الصراع وحدث "تعطل كبير" على غرار الحظر النفطي الذي فرضته الدول العربية في عام 1973، مع انكماش الإمدادات النفطية العالمية بمقدار 6 ملايين إلى 8 ملايين برميل يومياً. أما في سيناريو التعطل المتوسط فقد يصل سعر النفط الخام إلى ما بين 109 و121 دولاراً للبرميل في حال تراجع إمدادات النفط العالمية بما يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين برميل يومياً (على غرار التعطل عند غزو #العراق)، بينما قد يصل في حالة حدوث اضطراب بسيط إلى ما بين 93 إلى 102 دولار للبرميل، في حال انخفاض الإمدادات بمقدار 500 ألف برميل إلى مليوني برميل يومياً. وقال الخبير الجيولوجي عبدالغني جغمان، في تصريحات لمرصد "بقش"، إن توقعات البنك الدولي قد تكون قريبة للواقع، وقد تقفز أسعار النفط العالمية فوق مستوى الـ100 دولار للبرميل، لأن "الاقتصاد العالمي الآن على كف عفريت، ويمر بضائقة كبيرة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية". وأضاف جغمان: عند حدوث أي اضطراب أو ابتزاز للأسواق العالمية سواء بقطع الإمدادات أو ضربات صاروخية أو تفجير لمنشآت نفطية أو ضرب سفينة وسط البحر الأحمر أو منشأة لتابعة لشركة #أرامكو #السعودية أو لشركة أدنوك الإماراتية، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على السوق المتوتر أصلاً، إذ تستجيب الأسعار حالياً لأي تطورات سياسية". ولفت إلى أن الأسعار ستتأثر بأي مشكلة تعترض حقول النفط المنتجة أو الإمدادات خصوصاً الإمدادات عبر البحر الأحمر. وأوضح بأنَّ توقعات البنك الدولي أخذت بعين الاعتبار إمكانية توسع الصراع في الشرق الأوسط، سواء بتدخل مباشر من #إيران وتعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز، أو #اليمن في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، أو من خلال استهداف السفن البحرية، أو استهداف #العراق لحقول نفطية عراقية تستحوذ عليها القوات الأمريكية، أو لتلك الحقول السورية الواقعة تحت سيطرة الأمريكيين. تداعيات للصراع: الدولة المستفيدة وفي تعليقه ذكر الخبير جغمان أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة رفعت سعر البرميل بمقدار 4 دولارات، لكنه تراجع بسبب المساعي الأمريكية لتهدئة الموقف، فضلاً عن أن إيران لم تتدخل في الصراع بشكل مباشر. ورأى أن أي مشكلة تحدث، سواءً في الحقول أو الإمدادات، ستُلحق الضرر الأكبر بنفط الخليج العربي الذي قد يتوقف بسبب تكاليف البيع والتأمين والأسعار عموماً. لكن المستفيد، بحسب جغمان، ستكون الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن ارتفاع الأسعار يساعدها على استكشاف وإنتاج المزيد، مشيراً إلى أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي ارتفع إلى مستوى 13 مليون برميل، وهي الزيادة الأكبر في تاريخ الإنتاج. وكان البنك الدولي قد دعا واضعي السياسات إلى توخي اليقظة والحذر، قائلاً في تقريره الذي اطلع عليه بقش، إن حدوث تصعيد في الصراع سيؤدي بالاقتصاد العالمي لمواجهة صدمة مزدوجة في مجال الطاقة للمرة الأولى منذ عشرات السنوات، ليس فقط من الحرب في أوكرانيا، ولكن أيضاً من الشرق الأوسط. ويعني استمرار ارتفاع أسعار النفط، حتمية ارتفاع أسعار الغذاء، وارتفاع معدلات التضخم في أسعار المواد الغذائية المرتفعة بالفعل في الكثير من البلدان النامية.