نزيف اقتصادي عالمي | أسواق الأسهم على بحر من اللون الأحمر
الأخبار العالميةنزيف اقتصادي عالمي | أسواق الأسهم على بحر من اللون الأحمر

ضربت أسواقَ الأسهم العالمية اليوم الاثنين موجةٌ من الاضطرابات الشديدة مع تزايد المخاوف بشأن ركود الاقتصاد الأمريكي، ما أدى إلى اجتياح الأسواق موجة من البيع، وتراجع المتداولون بسرعة عن الرهانات التي هيمنت هذا العام. وكانت #اليابان في قلب العاصفة التي ضربت الأسواق في أواخر الصيف، فقد هبط مؤشر توبكس بأكثر من 12% في أكبر موجة بيع منذ انهيار "الاثنين الأسود" في عام 1987، وامتدت موجة البيع إلى الأسواق الأوروبية، وكانت على استعداد للوصول إلى "وول ستريت" في وقت لاحق من اليوم. وفتح مؤشر داو جونز ببورصة وول ستريت على هبوط بنحو 3% وهبط مؤشر ناسداك بنحو 6%. وتبدو أسواق الأسهم العالمية، الأمريكية والآسيوية، وكذلك العربية، غارقة في بحر من اللون الأحمر، إذ يهرب المستثمرون من المخاطر ويلغون الكثير من الصفقات المزدحمة، ويضطر كثير من المستثمرين إلى إغلاق المراكز المربحة لأنهم بحاجة إلى تغطية الخسائر في أماكن أخرى وفقاً لاطلاع بقش. ما هو "الاثنين الأسود" 1987؟ "الاثنين الأسود" هو ما أطلق على يوم الانهيار الحاد والمفاجئ لسوق الأسهم الأمريكية في 19 أكتوبر عام 1987، عندما فقد مؤشر "داو جونز" الأمريكي نحو 22.6% من قيمته في جلسة واحدة، وأثار خسائر أوسع نطاقاً في أسواق الأسهم حول العالم، وفق قراءة بقش. عندها لم يكن هناك حدث رئيسي يتصدر المشهد، لكن مزيجاً من الأحداث الجيوسياسية والمبالغة في تقدير قيمة الأسهم خلق حالةً من الذعر بين المستثمرين وتسبب في موجة بيعية واسعة النطاق. وبعد هذا الانهيار الذي وُصف بأنه كان مأساوياً، قررت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إعادة تقييم لوائح السوق بطريقة من شأنها وقف التداولات مؤقتاً في حال حدوث انخفاضات كبيرة في السوق لمنع تكرار هذا المشهد في المستقبل. واستجاب الفيدرالي الأمريكي في أعقاب ذاك الانهيار بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، إضافة لضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد عبر برنامج "التيسير الكمي"، وهو أحد أدوات السياسة النقدية غير التقليدية التي تؤدي لزيادة السيولة في النظام المالي. واليوم دعا بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى عقد اجتماع طارئ بشأن أسعار الفائدة بعد انهيار في سوق الأسهم اليابانية. ما هي أسباب الأزمة الراهنة؟ يمكن اختصار موجة الاضطرابات هذه في أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة أدت إلى إضعاف الرأي السائد بأن صنّاع السياسات العالمية، بقيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) سوف يكونون قادرين على تهدئة التضخم دون كثير من الأضرار الجانبية. فتقرير الوظائف الأمريكية، الصادر يوم الجمعة، أظهر تباطؤاً حاداً في التوظيف أكثر مما توقعته "وول ستريت"، ما أدى إلى تزايد المخاوف من تعرُّض أكبر اقتصاد في العالم لضغوط متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض. ورأى المسؤولون التنفيذيون للشركات، خلال موسم الأرباح الأخير، أن المستهلكين، الذين يلعبون دوراً محورياً في الاقتصاد الأمريكي، بدأوا في خفض الإنفاق، وقال استراتيجيو الأسهم في بنك "جيه بي مورغان"، اليوم الاثنين، إن هذا الأمر أصبح الآن يخضع لاختبار شديد. ويعتقد غولدمان ساكس أن هناك فرصة بنسبة واحد من أربعة لسقوط الولايات المتحدة في الركود خلال العام المقبل، مقارنة بتوقعاته السابقة بنسبة 15%. ودفع ذلك مخاوف المستثمرين إلى مستويات عالية، وأشعل شرارة البيع في أسواق المال العالمية تجنباً للمخاطر، وجرى الاندفاع تجاه الذهب باعتباره ملاذاً آمناً. الركود ليس أمريكياً فقط في #أوروبا أيضاً تُظهر مسوحات الأعمال بمنطقة اليورو أن الكتلة الأوروبية تضرّرت من التوترات الجيوسياسية وضعف النمو العالمي وهشاشة ثقة المستهلك، كما تباطأ النشاط في قطاع المصانع المهيمن في #الصين خلال الأشهر الثلاثة حتى يوليو الماضي. وقال كبير خبراء الاقتصاد العالمي في "جيه بي مورغان" بروس كاسمان، إن المسوحات التي أُجريت الشهر الماضي للمديرين التنفيذيين في قطاع التصنيع تتواءم مع توقف مكاسب الناتج الصناعي العالمي. وقد زادت اليابان من تعقيد الموقف مع استمرار التحول بعيداً عن سياسات أسعار الفائدة السلبية، التي بدأت في مارس، وتسارعت الأسبوع الماضي، وقد تسبّب هذا في اضطرابات لدى سوق العملات انتشرت في أماكن أخرى. أما لماذا الاضطرابات شديدة إلى هذا الحد، فالسبب هو أن أسواق الأسهم العالمية كانت في ارتفاع حتى وقت قريب، مدفوعةً بالآمال في سيناريو اقتصادي مثالي، واندفاع نحو أسهم التكنولوجيا الأمريكية بسبب الحماس لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في "وول ستريت"، وهو مقياس الأسهم الأكثر أهمية في العالم، بنحو 20% منذ بداية العام إلى أعلى مستوى إغلاق قياسي في 16 يوليو. وتميل عمليات الانسحاب إلى أن تكون أسرع من عمليات الانهيار، فقد انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 6% منذ بلوغه ذروته في يوليو، وتشير تداولات العقود الآجلة إلى أن المقياس سيتحمل مزيداً من الانخفاض اليوم. كما أدى ارتفاع الأسهم هذا العام إلى جعل الأسهم تبدو أكثر تكلفة، وهو عامل كان مصدر قلق دائم للمستثمرين، وتُظهر بيانات أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" كان يُتداول بدءاً من يوم الجمعة عند نحو 20.5 ضعف الأرباح المتوقعة على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنة بمتوسط ​​منذ عام 2000 بلغ 16.5. وتأتي التقلبات أيضاً في بداية شهر أغسطس الجاري، وهو الوقت الذي يحزم فيه كبار المستثمرين والتجار أمتعتهم لقضاء إجازاتهم الصيفية، وبشكل عام يؤدي هذا الوضع منخفض السيولة إلى تفاقم التحركات. البورصات العربية تنزف على خطى الأسواق العالمية الآسيوية والأوروبية، تراجعت مؤشرات الأسهم العربية في تعاملات اليوم الاثنين، وسط المخاوف نفسها من تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة. وقد تأثرت الأسواق العربية بالاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يتخوف المستثمرون من تصاعد المواجهة بين #إسرائيل و #لبنان و #إيران. وفي #الإمارات، تراجع مؤشر سوق #دبي المالي، بنسبة 4.9% إلى 4046.56 نقطة، كما تراجع مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسبة 3.31% إلى 8984.66 نقطة. أما في #السعودية فقد انخفض مؤشر السوق الرئيسي في #الرياض بنسبة 2.13% إلى 11503.66 نقطة، فيما أنهى مؤشر البورصة القطرية التعاملات عند 10057.23 نقطة. وفي #مصر تراجع المؤشر "إيجي إكس 30" بنسبة 1.69% إلى 28021.34 نقطة في ظل موجة بيع، بحسب ما أظهرته التداولات.

المزيد من المقالات