تتفق التقارير الأمريكية على أن شركات الولايات المتحدة تجني أرباحاً طائلة من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، لتحول هذه الأهوال التي يعاني منها الفلسطينيون إلى انتصارات خاصة بمجالس إدارات الشركات. في تقريره اطلع عليه بقش لصحيفة "ذا نيشن" الأمريكية، يقول الكاتب سبنسر أكرمان إن الشركات الأمريكية حققت بالفعل أهدافاً مالية من وراء هذه الحرب، وتتمثل الأرباح في صفقات عقدتها هذه الشركات لتزويد إسرائيل بالأسلحة والمعدات والتقنيات. وكانت الولايات المتحدة مسؤولة عن 34% من جميع صادرات الأسلحة في الفترة من 2014 إلى 2018، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام المستقل، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 42% بحلول عام 2023. وسلَّط الكاتب الضوء على هذه الشركات ليس بسبب دورها في إراقة الدماء، بل لأنها شركات غير استثنائية، تمثل عمليات روتينية ضمن آلية القمع الإسرائيلية، حتى إن بعضها ليس معروفاً في المقام الأول كشركة مصنعة للأسلحة. شركة كولت تأتي في المقدمة شركة "كولت" المصنعة للأسلحة النارية الأمريكية، والتي مدت إسرائيل بأسلحة تسلح بها المستوطنون الإسرائيليون لتكثيف هجماتهم على الفلسطينيين في #الضفة_الغربية. ففي نوفمبر الماضي طلبت الحكومة الإسرائيلية 24 ألف بندقية نصف آلية وأوتوماتيكية من شركات أمريكية، معظمها من "شركة كولت". وقد أبرمت شركة كولت في مايو الماضي عقداً بقيمة 26.6 مليون دولار لتسليم الأسلحة وفقاً لإعلان وزارة الدفاع الأمريكية في ذلك الشهر. شركة فورد للسيارات من المثير للسخرية أن تكون شركة فورد متعاونة مع إسرائيل، حيث إن مؤسسها هنري فورد يُعرف بأنه "أشهر مُعادٍ للسامية" في #أمريكا. وقد استلمت وزارة الدفاع الإسرائيلية في ديسمبر الماضي شحنة من المعدات العسكرية، ونشرت صورة لشاحنة فورد "إف-350" بنوافذ مجهّزة بشبك معدني، وكانت واحدة من عدة شاحنات فورد في مجموعة محركات الجيش الإسرائيلي. وقام الجيش الإسرائيلي أيضاً بتجهيز شاحنة "إف-350" بأجهزة استشعار وكاميرات متطورة لتعمل كمركبة برية مسيرة واستخدمها في دوريات على حدود غزة لأكثر من عقد من الزمن. ويذكر الكاتب أن فورد قامت ببناء أول مصنع تجميع لها في إسرائيل بعد فترة وجيزة من حرب الأيام الستة عام 1967، وكانت أعمالها التي استمرت لعقود هناك حاسمة في محاولات الشركة لمحو وصمة معاداة مؤسسها للسامية. شركة كاتربيلر شركة كاتربيلر هي عملاق معدات البناء، وليست متخصصة في صناعة أسلحة، ولكن جرافاتها مشغولة بشكل خاص بحفر طريق سريع واسع يمتد من السياج على الحدود الشرقية لغزة بالقرب من كيبوتس ناحال عوز إلى شارع الرشيد الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. وغرضُ هذا الطريق السريع، المعروف باسم ممر نتساريم، هو تسهيل وصول الجيش الإسرائيلي عبر غزة لسنوات قادمة بينما يقسم القطاع فعلياً إلى قسمين. ويستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي الجرافات والتفجيرات الخاضعة للرقابة، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، لبناء منطقة عازلة على طول حدوده المرسومة من جانب واحد لغزة، مما يؤدي إلى تقليص الأراضي المسموح بها للفلسطينيين. وهذه الجرافات "المرعبة" حد وصف الكاتب، ليست مجرّد قطع كبيرة من الآلات الثقيلة، فلسنوات عديدة، استخدمت إسرائيل جرافة كاتربيلر دي 9، وهي جرافة مدرّعة لمقاومة الصواريخ وقذائف "آر بي جي"، لهدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. شركة بالانتير في حين أن شركة غوغل -وهي شركة أخرى لها علاقات وثيقة بآلة الحرب الإسرائيلية- تعاني من معارضة داخلية بسبب عملها في إسرائيل، فإن شركة الذكاء الاصطناعي بالانتير تروّج بفخر لشراكتها مع إسرائيل. ففي يناير الماضي التقى الرئيس التنفيذي أليكس كارب بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وتفاخر برغبة إسرائيل بمنتجات بالانتير، ورغم أن كارب لم يحدّد أياً منها في ذلك الوقت، فإن شركة بالانتير أكّدت أن إسرائيل تستخدم نظاماً بيئياً لبيانات تكنولوجيا الدفاع يسمى خدمات الويب الحكومية بالانتير. شركة غوغل في عام 2021، فازت شركتا غوغل وأمازون بعقد بقيمة 1.2 مليار دولار لنظام الحوسبة السحابية التابع للحكومة الإسرائيلية والمعروف باسم مشروع "نيمبوس". ورغم قلة المعلومات العامة المتاحة حول كيفية عمل "نيمبوس"، فإن موقع ذا إنترسبت الأمريكي يقول إن "غوغل" لها دور في تزويد إسرائيل بتطوّرات حاسمة في مجال الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، مع قدرات الكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي وتتبع الأشياء وحتى تحليل المشاعر بادعاء تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام والكتابة. ومنذ البداية احتج العاملون في شركة غوغل على مشروع نيمبوس، وفي عام 2022 استقالت أرييل كورين من منصبها مديرة للتسويق بدعوى أن الشركة انتقمت منها لتنظيمها ضد نيمبوس. وكتبت في رسالة تشرح فيها استقالتها "إن غوغل تعمل بشكل منهجي على إسكات الأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة التي تشعر بالقلق إزاء تواطؤ غوغل في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية".