في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أكد القادة الأمريكيون من جديد التحالف الاستراتيجي والعسكري طويل الأمد مع إسرائيل - لكن الخلافات السياسية أخرت حزمة المساعدات الأمنية الجديدة. طلب الرئيس بايدن ما لا يقل عن 14.3 مليار دولار كمساعدة إضافية لإسرائيل، والتي ستشمل أموالاً لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، بما في ذلك القبة الحديدية. ويدور الخلاف المهيمن داخل الكونجرس حول ما إذا كان ينبغي تلبية طلب بايدن بربط المساعدات المقدمة لإسرائيل بالمساعدات الأمنية الإضافية لأوكرانيا، فضلاً عن تمويل أمن الحدود. ويحاول رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من ولاية لوس أنجلوس) مطابقة طلب بايدن للمساعدة الإسرائيلية، ولكن دون ربطه بالمساعدة الأوكرانية. كما يريد أيضًا تجريد مبلغ مساوٍ من تمويل مصلحة الضرائب الأمريكية من قانون الحد من التضخم. ويعارض هذا النهج العديد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين وبايدن، الذي قال إنه سيستخدم حق النقض ضد أي مشروع قانون قائم بذاته لتمويل إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو حقيقة أن الولايات المتحدة تتجه نحو موعد نهائي آخر للتمويل الحكومي بعد أن تجنبت الإغلاق بصعوبة في سبتمبر. 75 عاماً من الدعم على الرغم من أن توقيت الحزمة الأمنية الجديدة لا يزال غير واضح، إلا أن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للمساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث ساهمت بحوالي 130 مليار دولار منذ تأسيسها. مع الولايات المتحدة وبمساعدة إسرائيل، شكلت واحدة من أقوى الجيوش وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية في الشرق الأوسط. وقد وافقت كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية وقادة الحزبين في الكونجرس على تقديم المساعدات لإسرائيل على مدى عدة عقود. وفي المقابل، قامت الولايات المتحدة بتكوين حليف عسكري استراتيجي في الشرق الأوسط. وكجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد إدارة أوباما، تحصل إسرائيل على 3.8 مليار دولار سنويا مقابل أنظمتها العسكرية وأنظمتها الدفاعية الصاروخية. وتعد إسرائيل أكبر متلق للتمويل العسكري الأجنبي الأمريكي، والذي يمثل حوالي 15% من ميزانية الدفاع للبلاد في السنوات الأخيرة. ما تقدمه الولايات المتحدة وتأتي معظم المساعدات الأمريكية في شكل منح أسلحة، وأكثر من 80% من واردات إسرائيل من الأسلحة جاءت من الولايات المتحدة بين عامي 1950 و2020. كما مُنحت إسرائيل إمكانية الوصول إلى المعدات العسكرية الأكثر تقدمًا في العالم، بما في ذلك الطائرة المقاتلة F-35 Joint Strike Fighter. بالإضافة إلى المساعدات، أجرت إسرائيل والولايات المتحدة عدة تدريبات عسكرية معًا، وعقدت أكبر تدريب لهما على الإطلاق في يناير 2023. ويتبادل البلدان أيضًا المعلومات الاستخباراتية مع بعضهما البعض، على الرغم من أن مدى التعاون تغير عدة مرات في السنوات الأخيرة. المساعدات الاقتصادية تتضاءل ودعمت الولايات المتحدة اقتصاد إسرائيل بشكل كبير على مدى عدة عقود، مما ساعدها على أن تصبح حليفًا اقتصاديًا رئيسيًا، حيث وصلت التجارة بين البلدين إلى ما يقرب من 50 مليار دولار سنويًا. تضاءلت المساعدات الاقتصادية الفعلية بدءًا من التسعينيات مع ازدهار قطاع التكنولوجيا في البلاد و"اعتبارها دولة صناعية بالكامل". ويشترك البلدان في روابط ثقافية قوية أيضًا. وخارج إسرائيل، تعد الولايات المتحدة موطنًا لأكبر عدد من السكان اليهود في العالم.