تقول وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) إن هجمات قوات #صنعاء أثرت على الشحن في البحر الأحمر بصورة بالغة، في تقريرٍ وصفته وسائل إعلام أمريكية بأنه سردٌ مدمر لفشل واشنطن في حماية ممرات العبور الحيوية في أحد أهم الممرات المائية في العالم. حيث لم يتمكن التحالف البحري الدولي من ضمان مرور آمن لشركات النقل التجارية عبر البحر الأحمر، بل إن الوضع ازداد سوءاً في الواقع، حيث ينظر الأمريكيون أن #حكومة_صنعاء صقلت عملياتها العسكرية وأضافت أسلحة أكثر فتكاً إلى ترسانتها. أبرز ما جاء في تقرير DIA بحلول منتصف فبراير 2024 انخفض شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنحو 90% منذ ديسمبر 2023، في الممر الذي يمثل الشحن عبره حوالي 10-15% من التجارة البحرية الدولية. تضيف طرق الشحن البديلة في جميع أنحاء #أفريقيا ما يقرب من 11 ألف بحري، وأسبوعين من وقت العبور، وحوالي مليون دولار في تكاليف الوقود لكل رحلة، حسب التقرير الذي طالعه بقش. وبالنسبة للعديد من شركات الشحن، فإن التكاليف المجمعة لمكافآت الطاقم والتأمين ضد مخاطر الحرب وصلت إلى حوالي 1000% أكثر من تكاليف ما قبل الحرب. واعتباراً من منتصف فبراير، ارتفعت أقساط التأمين لعبور البحر الأحمر من 0.7% إلى 1.0% من القيمة الإجمالية للسفينة، مقارنة بأقل من 0,1% قبل ديسمبر 2023. ووفقاً لتحليل الحكومة الأمريكية نفسها، سبَّبت سياسة #بايدن في البحر الأحمر فشلاً ذريعاً، إذ انخفض نقل الحاويات بنسبة 90%، في حين ارتفعت أقساط التأمين وتكاليف الوقود و"الأميال الإضافية المقطوعة". ولا يوجد أي أثر للتفاؤل في التقرير ككل، فقد حققت حكومة صنعاء جميع أهدافها الاستراتيجية تقريباً بينما لم يحقق تدخُّل واشنطن شيئاً، يقول التحليل. وتوصل صحفيو موقع "بيزنس إنسايدر" إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، أي إن حكومة صنعاء تمكنت من التفوق على واشنطن. ويقول بيزنس إنسايدر وفقاً لمتابعات بقش، إن حكومة صنعاء أثبتت أنها "هائلة"، بعد خمسة أشهر من سلسلة من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بهدف "تعطيل وإضعاف" قدراتهم، ولا يزال المسلحون يعيثون فساداً. بدون فائدة: أسطول أمريكي متهور تجبر حكومة صنعاء فرق العمل التي تقودها الولايات المتحدة، على اعتراض صواريخهم وقاذفاتهم وطائراتهم بدون طيار التي حولت ممرات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن إلى ممر خطير ومميت. وحسب التحليل فقد أغلقت حكومة صنعاء بشكل أساسي الشحن التجاري عبر واحدة من أهم نقاط العبور في العالم والولايات المتحدة عاجزة عن فعل أي شيء حيال ذلك، متسائلاً: "ألم يكن من الممكن أن يتوقع أحد هذا السيناريو قبل أن ينشر بايدن أسطولاً بحرياً متهوراً في البحر الأحمر؟". و"لن نتمكن من إحباط قدرات الحوثيين بشكل كاف ولن يوقفوا هجماتهم على السفن"، كما يقول بن فريدمان، الزميل البارز في أولويات الدفاع. "لماذا تفعل شيئاً متهوراً بشكل صارخ؟ يذكرنا ضبط النفس بأنه لا يوجد قانون من هذا القبيل يتطلب منا تنفيذ غارات جوية لن تنجح، ولدينا دائماً خيار عدم اللجوء إلى العنف غير الضروري"، وفقاً لـ بن فريدمان. ولم تتم الموافقة على عملية بايدن البحرية - عملية Prosperity Guardian - من قبل مجلس الأمن التابع لـ #الأمم_المتحدة أو الكونجرس الأمريكي أو الشعب الأمريكي. وهذا تدخل متهور آخر من جانب واحد يحول دون التوصل إلى حل دبلوماسي ويضمن أن الولايات المتحدة ستواجه هزيمة مُذلَّة أخرى من قبل أعدائها في المستقبل، وفقاً للتحليل. وسبق وتناول الباحث في دراسات الطاقة، جيم كرين، هجمات حكومة صنعاء قائلاً عنها إنها تمثل ظاهرة جديدة في الصراع الجغرافي الاقتصادي، حيث إن "جهة فاعلة غير حكومية تستخدم حرباً غير متكافئة ليس فقط لمحاربة القوات المسلحة التقليدية، ولكن أيضاً لفرض عقوبات اقتصادية مستهدفة من خلال مهاجمة الشحن الدولي بشكل انتقائي". هذا وينظر التحليل إلى أن الهجمات الأمريكية والبريطانية على مواقع برية في #اليمن خلقت مظالم جديدة ومبرراً لتمديد محتمل للهجمات في البحر الأحمر إلى ما بعد وقف إطلاق النار في #غزة، حيث تكثفت هجمات صنعاء على السفن بعد بدء الضربات الانتقامية الأمريكية البريطانية.