بقش - 25 سبتمبر 2023 يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من قوانين الصين التي تُقلق الشركات، وسط بيئة تجارية يَعتبرها الأوروبيون بيئة مسيَّسة. مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، الذي يزور بكين حالياً في إطار حوار اقتصادي وتجاري أوروبي صيني، قال إن الشركات الأوروبية في الصين تعاني من تراجع الشفافية وانعدام المساواة في الوصول إلى العقود الحكومية، والتمييز على صعيد المعايير والمتطلبات في المجال الأمني، إضافةً إلى متطلبات مجال توطين البيانات ونقلها. المسؤول الأوروبي علَّق أيضاً على قوانين فرضتها الصين مؤخراً، قائلاً إن "قانون العلاقات الخارجية الجديد والنسخة الجديدة من قانون مكافحة التجسس يثيران قلقاً كبيراً في أوساط الأعمال لدى أوروبا لأن غموضهما يترك مجالاً كبيراً للتأويل". وكانت الصين، في يوليو الماضي، أقرَّت قوانين أبرزها "قانون العلاقات الخارجية" ويهدف إلى حماية سيادة الصين وأمنها القومي ومصالحها الإنمائية، وحماية وتعزيز مصالح الشعب الصيني، وبناء الصين في "بلد اشتراكي عصري عظيم". ويؤكد القانون التزام الصين بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وتعارض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية والهيمنة وسياسات القوة. الشركات الأوروبية تتساءل عما إذا كان ما اعتبره كثيرون علاقة مربحة للجانبين في العقود الأخيرة يمكن أن تصبح ديناميكية يخسر فيها الجانبان في السنوات المقبلة"، وفي السياق اتهم دومبروفسكيس الحكومة الصينية بأنها أوجدت بيئة أعمال أكثر تسييساً من خلال توسيع مجموعة أدواتها لحماية الأمن الصيني. صعوبة فك الارتباط مع الصين رغم ذلك، كان المسؤول الأوروبي نفسه أكَّد في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي لا ينوي فك الارتباط مع الصين لكنه يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه. وسجل الاتحاد تجارة ثنائية قياسية مع الصين العام الماضي لكنها لم تكن متوازنة للغاية وفقاً للمسؤول، مشيراً إلى عجز تجاري بلغ حوالي 400 مليار يورو. وتوترت العلاقات بسبب تحالف بكين مع موسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ومساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكانت الصين قد دعت الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف واضح حيال اتفاق الشراكة الاستراتيجي بين الطرفين، وذلك على خلفية دعوات سابقة لزعماء الاتحاد إلى تقليل الاعتماد على الصين. وفي 2003 وقَّع الطرفان اتفاق الشراكة الاستراتيجي، وينص الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى ما هو أبعد من التجارة والاستثمار. لكن منذ عام 2019، وصف الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، الصين بأنها "منافس اقتصادي" و"منافس ممنهج"، قبل أن تدعو إلى مزيد من الحذر بسبب العلاقات الوثيقة بين الصين و روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا.