حظيت أزمة #البحر_الأحمر باهتمام العالم في الأشهر الأخيرة نتيجة للتحديات التي فرضتها على سلسلة التوريد العالمية في البحر الذي تمر منه نحو 12% من التجارة العالمية، بما في ذلك 30% من حركة الحاويات العالمية، و1 تريليون دولار من البضائع كل عام. وأصبحت الأزمة التي دخل فيها التحالف البحري الدولي الذي تقوده #واشنطن والذي تتهمه #حكومة_صنعاء بعسكرة البحر الأحمر، نقطةً محورية للقلق بسبب تصاعد التوترات. وفي تقرير لمجلة الأعمال التجارية الأمريكية "The Business Journals" اطلع عليه بقش، قالت المجلة إن هذه الأزمة تمثل تهديداً رئيسياً للأمن البحري، لأن خطر القرصنة والصراع المسلح والهجمات جعلت الشحن عبر البحر الأحمر أكثر خطورة، فيما عمدت شركات الشحن إلى إعادة تقييم مساراتها وتدابيرها الأمنية، مما أدى إلى تأخيرات وزيادة التكاليف. ويمكن أن يضيف تغيير مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح ما يصل إلى أسبوعين في رحلة الشحنة، وما بين 3000 و6000 ميل بحري (بين 3452 و6904 أميال). وحسب فريق أبحاث النفط والشحن التابع لمجموعة بورصة #لندن (LSEG)، فإن التكلفة تزداد بنسبة 35%، وتستغرق ثمانية أيام إضافية لسفينة حاويات كبيرة للسفر من #شنغهاي الصينية إلى #روتردام الهولندية عبر رأس الرجاء الصالح وفق متابعات بقش. وبالإضافة إلى زيادة تكاليف تغيير المسارات، أدى عدم اليقين المحيط بالوضع في البحر الأحمر إلى تحديات التأمين وتقييم المخاطر للشاحنين، إذ تفرض شركات التأمين أقساطاً أعلى لتوفير تغطية للمخاطر المتزايدة على السفن، مما يساهم في زيادة الأسعار بشكل عام. وتتسبب الاضطرابات التشغيلية -مثل التأخير في تحميل البضائع وتفريغها، وانحرافات المسار، وإغلاق الموانئ- في زيادة استهلاك الوقود، ووقت الخمول للسفن، ورسوم المناولة الإضافية، وكلها تضيف إلى تكلفة الشحن. وبالعودة إلى بيانات جمعتها شبكة CNBC الأمريكية،فإن العبور الأطول حول رأس الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر، له بالفعل تأثير كبير على السفن المتاحة لالتقاط الحاويات في الموانئ. ونظراً لانخفاض عدد السفن طوال الأزمة، فإن إضافة السفن إلى تدفق التجارة يمكن أن يساعد في أزمة الحاويات المحتملة التي تثير قلق العديد من مديري الخدمات اللوجستية. ويثير تأخُّر السفن عدداً كبيراً من ردود الفعل، فهي عند تأخُّرها تتسبب في تأخير معالجة الحاويات وتحويلها مرة أخرى لإعادة استخدامها، مما يؤخر الصادرات من #أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن #آسيا إلى الولايات المتحدة والعالم. كيف يقلل الشاحنون من المخاطر؟ يقول التقرير الأمريكي إن بإمكان الشاحنين أن يتوقعوا أن تظل التكاليف مرتفعة لبعض الوقت، إذ كلما طالت مدة هذه الاضطرابات، زادت احتمالية بقاء أسعار الشحن مرتفعة بشكل أكبر. وتقول نورا زينتيفاني، كبيرة الاقتصاديين في بنك الاستثمار الأمريكي "جيه بي مورغان"، إن "الجانب المشرق المحتمل الوحيد هو أنه لا يزال هناك فائض في المعروض من سفن الحاويات على مستوى العالم، والعديد من السفن التي تم طلبها أثناء الوباء لا تزال تدخل الخدمة، وبالتالي يبدو أنه بمجرد انتهاء الاضطرابات يمكن أن تنخفض أسعار الشحن بسرعة إلى حد ما". ويمكن أن يقوم الشاحنون بتنويع طرقهم واستكشاف خيارات النقل البديلة، من خلال تجنب المناطق عالية المخاطر واستخدام طرق بديلة، مما يقلل تعرضهم للاضطرابات المحتملة. وإضافة إلى تنويع الطرق، يَنصح الخبراءُ الشاحنين بالاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والتدابير الأمنية لحماية بضائعهم وسفنهم، ويشمل ذلك استخدام أنظمة التتبع عبر الأقمار الصناعية، وأفراد الأمن على متن الطائرة، وقنوات الاتصال الآمنة لمراقبة وحماية الشحنات أثناء النقل. هذا وتكرر حكومة صنعاء تأكيدها على إتاحة عبور آمن لكافة سفن الشركات العالمية باستثناء الإسرائيلية والمرتبطة بـ #إسرائيل والأمريكية والبريطانية، وقالت في آخر تصريحاتها حسب متابعات بقش، عبر وزارة النقل بصنعاء، إن الوجهات البحرية إلى أي ميناء في العالم آمنة عبر البحرين الأحمر والعربي، وإن أكثر من 5 آلاف و530 سفينة عبرت #باب_المندب خلال الربع الأول من العام الجاري 2024. وتتهم حكومة صنعاء الطرف الأمريكي بأخذ أمن الملاحة الدولية "رهينة" والإصرار على مرور السفن الإسرائيلية بدون وقف الحرب والحصار على #غزة، كما تتهمه بحماية الملاحة الإسرائيلية من خلال عسكرة البحر وتخويف الشركات والسفن.