مع تصاعد الأحداث ازداد الوضع الإسرائيلي في #البحر_الأحمر في الأشهر الأخيرة تحدياً في المجالات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، رغم أنه يُنظر دولياً إلى #إسرائيل على أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات من خلال الاستفادة من الشراكات الإقليمية الاستراتيجية كما هي مع الولايات المتحدة ودول الغرب، والتي استنفرت لتشكيل تحالف بحري دولي بقيادة #واشنطن لحماية السفن المرتبطة بإسرائيل من هجمات قوات #صنعاء. ويقول معهد الشرق الأوسط (ومقره #واشنطن) في تقرير اطلع عليه بقش، إن أهم التهديدات الأمنية المباشرة لإسرائيل هي الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ البالستية التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة إسرائيل، وكذلك فرض حصار بحري فعلي في البحر الأحمر. إذ تمتلك #حكومة_صنعاء العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار القادرة على الوصول إلى إسرائيل من #اليمن، بما في ذلك صاروخ طوفان، وهو صاروخ أرض-أرض يبلغ مداه 1800 كيلومتر. كيف حوصرت إسرائيل؟ استهدفت قوات صنعاء السفن الدولية المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر وخليج #عدن، وشنت أكثر من 50 هجوماً على الشحن، واستولت على سفينة هي "جالاكسي ليدر" وأغرقت أخرى هي "روبيمار النفطية البريطانية". وفقاً للإدارة البحرية الأمريكية، وسعت قوات صنعاء هجماتها في الآونة الأخيرة لتشمل المحيط الهندي الأوسع، وقد أدت هذه الهجمات إلى شل العبور البحري عبر البحر الأحمر، حيث انخفض حجم البضائع التي تمر عبر قناة #السويس بأكثر من 50% منذ نوفمبر 2023، مما أدى فعلياً إلى "فرض حصار بحري على إسرائيل من الجنوب". وحسب معهد الشرق الأوسط، يميل رد إسرائيل، على تهديد الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، إلى اتخاذ شكل دفاع بحري وبري جوي متكامل وشامل، ومن بين أمور أخرى استخدمت إسرائيل لأول مرة أنظمة الدفاع الجوي Arrow 2 و 3 في جنوب البلاد لاعتراض الصواريخ القادمة بنجاح بدءاً من نوفمبر. كما زادت إسرائيل من وجودها البحري في البحر الأحمر، وفي ديسمبر الماضي أكملت البحرية الإسرائيلية نشر أربع طرادات متطورة من طراز ساعر 6. وانضمت إحدى هذه السفن الحربية، وهي "أهي ماجن"، إلى الأنشطة العملياتية في ميناء #إيلات الجنوبي، وتحتوي هذه السفينة الحربية على نظامين متقدمين للدفاع الجوي على متنها: القبة الحديدية البحرية التابعة لرافائيل وباراك 8 من صناعات الفضاء الإسرائيلية، كما أنها مجهزة بقدرات الحرب الإلكترونية المتقدمة لتعطيل أنظمة الملاحة على متن مقذوفات العدو القادمة. كيف أضرت الهجمات بالاقتصاد الإسرائيلي؟ "لقد أضر الحصار اليمني الفعلي على البحر الأحمر بالاقتصاد الإسرائيلي"، يقول معهد الشرق الأوسط، ويضيف: "تكبد ميناء إيلات، الذي يتعامل بشكل رئيسي مع واردات السيارات وصادرات الأسمدة البوتاسية إلى منطقة #آسيا والمحيط الهادئ، وحده خسائر اقتصادية مباشرة تبلغ حوالي 3 مليارات دولار". وكان الكنيست الإسرائيلي استمع في 07 فبراير 2024 إلى مدير ميناء إيلات، جدعون غولبر، للتوضيح حول الآثار الاقتصادية لـ"الحصار الحوثي"، ودعا غولبر حكومة نتنياهو إلى التعبئة ودفع رواتب موظفي الميناء. التحدي الآخر طويل الأجل الذي يواجه إسرائيل، والذي سيعتمد على مدة الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، هو الاضطراب الأوسع لسلاسل التوريد العالمية. ففي الوقت الحالي تمر كل التجارة البحرية الإسرائيلية عبر موانئ #حيفا و #أشدود على البحر الأبيض المتوسط، وتبحر شركات الشحن -التي تختار تجنب البحر الأحمر- الآن حول #أفريقيا، مما يعني مسافة إضافية تبلغ 8000 ميل بحري. ويستغرق وصول الواردات والصادرات الإسرائيلية ثلاثة أسابيع إضافية على الأقل، مما يزيد من تكاليف النقل من حوالي 2,000 دولار إلى 2,500 دولار أو 3,000 دولار للحاوية الواحدة. إضافة إلى ذلك، فإن تجنب السفن عبور البحر الأحمر، يمكن أن يخاطر بتهميش موانئ البحر الأبيض المتوسط وطرق التجارة. كما يرتبط بهذه التحديات خطرُ فرض عقوبات صامتة على إسرائيل، فالمزيد من خطوط الشحن الدولية، بما في ذلك شركة "كوسكو" الصينية الهامة للغاية لإسرائيل، وشركة "إيفرغرين" التايوانية، توقفت عن نقل البضائع إلى إسرائيل أو قبول البضائع الإسرائيلية. ويطلب أفراد طواقم السفن من مديريهم الامتناع عن الإبحار في البحر الأحمر أو التوقف في إسرائيل بسبب مخاطر السلامة المتصورة. واختارت بعض شركات الشحن الأجنبية تفريغ بضائعها المتجهة إلى إسرائيل في #بيرايوس في #اليونان، حيث تأخذها شركة لها صلة إسرائيلية لبقية الطريق. وكان رد إسرائيل الطارئ على هذا الحصار البحري، هو الاعتماد بشكل أكبر على طريق التفافي بري (خط نقل الشاحنات الجديد من موانئ #دبي و #البحرين إلى إسرائيل عبر #السعودية و #الأردن). وتشمل البضائع التي يتم نقلها عبر هذا الخط البري، المواد الغذائية والبلاستيك والمواد الكيميائية والأجهزة أو المكونات الإلكترونية، رغم أن "العملية لا تزال في المرحلة التجريبية قبل الاستخدام الكامل للخط". وتستغرق الرحلة البرية من دبي أربعة أيام، ومن البحرين يومين وسبع ساعات، مقارنة ب 14 يوماً عن طريق البحر، ويمكن أن تصل تكلفة الناقلة التي تبحر من #شنغهاي إلى #حيفا إلى حوالي 4,800 دولار عبر البحرين و 5,800 دولار عبر #الإمارات. هذا وكانت استراتيجية إسرائيل تجاه حصارها في البحر الأحمر، إظهارُ هذا الحصار على أنه قضية عالمية وليس قضية إسرائيلية فقط، إلا أن الإسرائيليين حسب المعهد واجهوا انتكاسات دبلوماسية كبيرة في الأشهر القليلة.