في آخر مستجدات التجارة العالمية وتأثيرات هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل، ارتفعت أجور الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأمريكيتين، بنسبة وصلت إلى 173% منذ نوفمبر 2023. ووفقاً لبيانات اطلع عليها «بقش» من شركة فريتوس متعددة الجنسيات والمتخصصة في بيانات الشحن وصناعة النقل البحري، فقد ازدادت أسعار شحن الحاويات على المدى القصير، بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، بنسبة 173% بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، وذلك على إثر التوترات المتواصلة في البحر الأحمر. ويتجاوز السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا 4 آلاف دولار، ارتفاعاً من متوسط 1900 دولار سابقاً، كما زاد بين أسواق آسيا والساحل الشرقي الأمريكي بنسبة 55% تقريباً، إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً. وكانت شركة الشحن الفرنسية «سي. إم. إيه سي. جي. إم» أعلنت في وقت سابق أنها سترفع رسوم شحن الحاويات من آسيا إلى منطقة البحر المتوسط بما يصل إلى 100% اعتباراً من 15 يناير 2024. وأعلنت بعض شركات النقل عن أسعار تزيد عن 6000 دولار لكل حاوية 40 قدمًا لشحنات البحر الأبيض المتوسط بدءًا من يناير 2024، مع رسوم إضافية تتراوح بين 500 دولار و2700 دولار لكل حاوية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة الشحن "أو إل ـ يو أس أيه" الأميركية، آلان باير: «نظراً للحركة التصاعدية المفاجئة لأسعار الشحن البحري، يجب أن نتوقع أن تترجم هذه التكاليف المرتفعة في سلسلة التوريد وتؤثر تبعاً لذلك على المستهلكين خلال الربع الأول من 2024». وأضاف، أن الشركات تتخوف من حدوث فوضى شبيهة بما حدث في الفترة من 2021-2022 بسبب كورونا. وبمرور 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، يُعتبر البحر طريقاً بحرياً سريعاً يربط المتوسط بالمحيط الهندي، وبالتالي أوروبا بآسيا، وتمر عبر قناة السويس في مصر نحو 20 ألف سفينة سنوياً، وهي نقطة دخول وخروج السفن التي تمر عبر هذه المنطقة. وعلقت أكبر شركتين للنقل البحري في العالم، وهما MSC السويسرية وميرسك الدنماركية، رحلاتهما التجارية عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر 2023، واستبدلتا الطريق برأس الرجاء الصالح. حدة التوترات ارتفعت بشدة مؤخراً وخصوصاً بعد إعلان واشنطن في 18 ديسمبر عن تشكيل تحالف بحري دولي تحت اسم «حارس الازدهار» بغرض مواجهة هجمات قوات صنعاء التي أكدت أنها لا تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل. حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن» عن مبادرة أمنية لحماية السفن في البحر الأحمر تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا. وقال أوستن إن بعض هذه الدول ستجري دوريات مشتركة بينما يقدم البعض الآخر دعماً استخباراتيًا في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن القريب، والهدف هو توفير السفن والأصول الأخرى للمساعدة في حماية التجارة في المنطقة. وتقوم فكرة التحالف الجديد على الاعتماد على الوجود الحالي للسفن الحربية الأمريكية وغيرها من سفن التحالف التي تقوم بدوريات لإبقاء الممر المائي مفتوحاً. في الوقت نفسه، وحتى الآن لا تزال السفن تتحرك عبر البحر الأحمر، على الرغم من تضاعف تكاليف التأمين، الأمر الذي يمكن أن يضيف مئات الآلاف من الدولارات إلى رحلة أغلى السفن، حسبما قال «ديفيد أوسلر»، محرر التأمين في شركة Lloyd's List Intelligence، التي تقدم تحليلات في مجال التجارة البحرية العالمية.