يشكل جفاف قناة #بنما تهديداً على الاقتصاد العالمي، إذ تُعتبر القناة "جسر العالم" ويمكن أن تصل الخسائر بسبب جفافها إلى 700 مليون دولار. وفرضت الطبيعة نفسها بشكل سلبي على التجارة الدولية، إذ تشهد قناة بنما أزمة غير مسبوقة نتيجة للجفاف ونفاد المياه فيها، ما أدى إلى تراكم طابور من القوارب في انتظار التمكن من استخدام القناة. وتعد قناة بنما من الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث تمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ، وتيسر مرور أكثر 12 الف سفينة كل عام لنقل البضائع إلى أكثر من 160 دولة. وأعلنت هيئة قناة بنما أنها تعتزم تقييد حركة الملاحة لمدة عام كامل، بعدما بدأت منذ أسابيع بفرض إجراءات بسبب الجفاف الذى أدى لانخفاض مستوى المياه اللازمة لتشغيل هذا الممر الحيوي للتجارة البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ومنذ 30 يوليو، عمدت هيئة القناة التى يمر عبرها 6% من حركة التجارة البحرية العالمية، إلى خفض عدد السفن التي يُسمح لها بالعبور يومياً، من 40 إلى 32، ودفع الجفاف الذى زادته سوءاً ظاهرة النينو المناخية، إلى السماح بعبور سفن لا يتجاوز عمق هيكلها تحت سطح المياه 13.11 متر. وأدى الجفاف في بنما إلى ارتفاع الرسوم وحركة المرور في القناة بعد انخفاض المنسوب، مما أجبر ناقلات الوقود وشاحنات الحبوب على اتخاذ طرق أطول لتجنب الازدحام. وبالعودة إلى بيانات منظمة التجارة العالمية، فإن قناة بنما تشكل 5% من حركة التجارة المنقولة بحراً، وترتفع في شهور الذروة (الصيف) إلى 7% من إجمالي التجارة العالمية. ويقول معهد التصدير والتجارة الدولية إنه وبدون عمل قناة بنما بسلاسة، إلى جانب التوترات في مضيق #باب_المندب و #البحر_الأحمر، فإن هناك تأثيراً كبيراً يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد وتأخير السفن. قناة السويس تستفيد من أزمة بنما رغم التوترات في البحر الأحمر، إلا أن عدد السفن التي تمر بقناة #السويس المصرية يُتوقَّع أن يزداد خلال الفترة المقبلة بسبب جفاف قناة بنما، خصوصاً مع محاولة بعض ناقلات الغاز الأمريكي إلى شمال شرق #آسيا تجنب قناة بنما. فمع تشديد قيود عبور الشاحنات عبر قناة بنما، تقوم عدة سفن بالفعل بتحويل وجهتها إلى قناة السويس، تهرباً من الخيارات الصعبة في قناة بنما والتي منها الاضطرار للانتظار لفترات طويلة وارتفاع تكلفة الشحن. ويشير تقرير لوكالة إس آند بي غلوبال للتصنيفات الائتمانية إلى أن البديل المفضل لقناة بنما للشحن من آسيا للولايات المتحدة والعكس -خصوصاً بالنسبة لناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال الأمريكية- هو قناة السويس التي ستشهد ارتفاع عدد السفن وناقلات الغاز الطبيعي المسال لشمال آسيا ودول المحيط الهادئ. وحسب متابعات بقش فقد عبرت شركات من #اليابان و #كوريا_الجنوبية عن تفضيلها لقناة السويس رغم بعض المخاطر في البحر الأحمر. وبسبب قيود بنما أمام ناقلات الغاز الطبيعي المسال العملاقة، اضطرت ناقلات شهرياً للتوجه إلى قناة السويس، وفي بعض الحالات إلى رأس الرجاء الصالح جنوب #أفريقيا إلى #آسيا.