لا تزال صدمة يوم 05 أغسطس الماضي تطغى على أسواق الأسهم العالمية، بعد أن استنزفت الخسائر تريليونات الدولارات من ثروات أغنياء العالم والمستثمرين. لكن بعضهم عوَّض خسائره سريعاً، مثل "جيف بيزوس" الذي فقد نحو 23 مليار دولار من ثروته خلال يومي الجمعة والاثنين (02 و05 أغسطس) لكنها ما زالت مرتفعة بنسبة 7% منذ بداية العام. البيانات الأمريكية ترفع الأسهم مع تحسن أداء الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية في آخر تداولاتها وفقاً لمتابعة بقش، في نهاية أسبوع مضطرب، وذلك مع ترقُّب المستثمرين المزيد من البيانات الاقتصادية عن الولايات المتحدة الأمريكية. وجاء ارتفاع الأسهم الأوروبية مع انتعاش أداء الأسهم الأمريكية وانحسار المخاوف من حدوث ركود اقتصادي أمريكي بعد بيانات إيجابية عن سوق العمل. وارتفعت الأسهم الأمريكية مدعومةً بالبيانات الإيجابية التي ساعدت في تهدئة المخاوف من تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، حيث صعد المؤشر داو جونز الصناعي 550 نقطة، أو 1.46 %، وارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 100 نقطة، أو 1.9%، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 360 نقطة، أو 2.2%. وأفادت وزارة العمل الأمريكية بأن عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لأول مرة بلغ 233 ألفاً الأسبوع الماضي، بانخفاض 17 ألفاً عن الأسبوع السابق وأقل من تقديرات داو جونز البالغة 240 ألفاً. وارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.99% بعد بيانات طلبات البطالة، وهو المستوى الذي شوهد قبل تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو والذي تسبب في اهتزاز الأسواق. وتنتظر الأسواق بيانات من المقرر أن تصدر هذا الأسبوع عن التضخم ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، إذ يأمل المستثمرون في الحصول على مؤشرات على حدوث هبوط هادئ في الاقتصاد. الثروات تتعاظم الموجة البيعية الأخيرة للأسهم محت تريليونات الدولارات من سوق الأسهم العالمي، وتبخر معها قدر كبير من قيم الشركات وثروات المليارديرات وحتى المستثمرين الأفراد الأقل ثراءً. وقد ابتعد بعض المستثمرين الأثرياء والمكاتب العائلية عن الأسهم قبل تقلبات السوق الأخيرة، لكن كثيرين منهم رأوا في انخفاض الأسعار فرصةً لتعظيم الثروة وتجنب الضرائب. ووفق مسح حديث أجراه بنك "يو بي إس" السويسري، تتكون 35% من محافظ المكاتب العائلية من الأسهم الخاصة، يليها 28% فقط في الأسهم العامة، والباقي موزع بين فئات الأصول الأخرى بما في ذلك 10% للعقارات. وحين هبطت الأسهم يوم الاثنين الماضي، وانخفض مؤشرا "إس آند بي 500" و"ناسداك" بنحو 3% لكل منهما، لم يُصَب المستثمرون الأثرياء بالذعر لكن لم يقفز جميعهم للشراء أيضاً، وكانت لديهم الكثير من الأسئلة، وتركَّزت أسئلتهم حول: "ما الذي يحدث؟". وينصح الكثير من المليارديرات والمستثمرين دائماً بعدم بيع الأسهم بدافع الخوف أثناء الهزات القوية، لكن في حالة السوق الأمريكي يكون البيع أحياناً نافعاً خصوصاً للأثرياء. ويمتلك الكثير من المستثمرين الأثرياء (المكاتب العائلية) ما يسمى بـ"حسابات مُدارة بشكل منفصل"، وهي حسابات استثمارية مستقلة مصممة لضم مجموعة معينة من الأصول أو الأسهم. وهذه الحسابات تجعل من السهل بالنسبة للعملاء الأثرياء بيع الأسهم التي انخفضت قيمتها، لضمان تحقيق خسائر، لأنه في هذه الحالة يمكن استخدام هذه الخسائر لتعويض المكاسب الرأسمالية في الأسهم الأخرى الرابحة، في ممارسة تُعرف باسم "حصاد الخسائر الضريبية". واتفق الأثرياء تقريباً على أن الانخفاض الأخير في الأسهم هو فرصة لتعظيم الثروة، لكنهم اختلفوا على الاستراتيجيات، ففي حين وجد البعض منهم أسبابه المنطقية للبيع، استغل آخرون الفرصة لتعظيم حيازاتهم. وكان مديرو الاستثمار في "بلاك روك" و"يو بي إس" و"فونتوبل"، من بين أولئك الذين يبحثون عن الأسهم الرخيصة بعد عمليات البيع الأخيرة، فركزوا على شراء أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة بعد انخفاضها الحاد. وعلى الرغم من الهبوط الحاد للأسواق في ذلك اليوم، نفذت صناديق التحوط أكبر عملية شراء لأسهم التكنولوجيا الأمريكية في يوم واحد منذ نحو 5 أشهر، وفقاً لبيانات طالعها بقش لدى بنك "جولدمان ساكس" الأمريكي، وكانت شركات أشباه الموصلات والبرمجيات من بين الأسهم الأكثر طلباً.