
خلال زيارة إلى الولايات المتحدة ولقاء مع ترامب، بحث رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو ربطَ خطوط النفط الإسرائيلية بالسعودية لمنافسة مصر في مجال نقل الطاقة لـ أوروبا عبر قناة السويس المصرية، وتحويل إسرائيل إلى مركز للطاقة.
واطلع بقش على تقرير لصحيفة يديعوت احرونوت جاء فيه أن زيارة نتنياهو لـ أمريكا كانت بمثابة فرصة استراتيجية لتصبح إسرائيل مركزاً حيوياً للطاقة بالاستناد إلى “السعودية”، من خلال ربط خط أنابيب إيلات – عسقلان – أشكلون، بخط الأنابيب السعودي في البحر الأحمر. وتهدف إسرائيل -من خلال السعودية- لتكون لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة العالمية.
ومن شأن هذا الربط، بعد تطبيع العلاقات مع السعودية، أن يسمح بالتنافس مع مصر حول النفوذ في قناة السويس، وأن يؤمّن مخزون الطوارئ في إسرائيل.
وكان نتنياهو في سبتمبر 2023، قال إن توصل إسرائيل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية سيخلق ممراً من خطوط أنابيب الطاقة وخطوط السكك الحديدية وكابلات الألياف الضوئية بين آسيا عبر السعودية و الأردن وإسرائيل و الإمارات.
وفي الحرب التي بدأت في 07 أكتوبر 2023، تعطلت موانئ الاستيراد الرئيسية الإسرائيلية المطلة على البحر المتوسط، لذلك استعمل الإسرائيليون خطة بديلة قديمة تتمثل في الاستعانة بخط أنابيب (EAPC) وطوله 254 كيلومتراً (158 ميلاً) ويربط الساحل الضئيل لإسرائيل على البحر الأحمر بمصافي تكرير النفط وفق متابعات بقش.
مجرى الخط
يرى إسرائيليون أن إسرائيل قادرة على نقل النفط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، ويصفون ذلك بأنه فرصة ذهبية لها، حيث إن خط الأنابيب السعودي (East-West Pipeline)، أو خط أنابيب الشرق-الغرب، المعروف أيضاً باسم “بترولاين” (Petroline)، هو خط أنابيب نفط يمتد بطول 746 ميلاً (1201 كيلومتر) ويبلغ قطره 48 بوصة (120 سم) ويبدأ من حقل بقيق السعودي، ويمكن ربطه بميناء إيلات على طول نحو 1200 كيلومتر.
وهذا الخط جرى بناؤه في الحرب الإيرانية العراقية لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران، ويتيح المجرى نقل النفط عبر مضيق باب المندب، وتقليل الاعتماد على خطوط الأنابيب الأُخرى كخط الأنابيب المصري ذي السعة الأقل.
ويتيح خط شركة EACP الإسرائيلية -التي تستخدم أنبوباً لنقل النفط الخام من ميناء إيلات إلى ميناء عسقلان- بنيةً تحتية ثنائية الاتجاه وواسعة النطاق. ذلك يُنظر إليه على أنه يتيح لإسرائيل مخزوناً أمنياً استراتيجياً لحالات الطوارئ.
وتريد إسرائيل استغلال أوجه قصور قناة السويس الحيوية، مثل هجمات قوات صنعاء والازدحام البحري وجنوح السفن وفقاً للتحليلات الإسرائيلية.
من جانب آخر، تتجه أنظار الإسرائيليين أيضاً إلى السعودية من بوابة مدينة نيوم العملاقة -المتعثرة مالياً- التي تعمل عليها المملكة. حيث تضمنت المحادثات الأخيرة بين نتنياهو وترامب تعزيز فرص التعاون الاقتصادي مع السعودية في ما يتعلق بمشروع نيوم، الذي يُقدّر حجم استثماراته بنحو 500 مليار دولار، وتم رفعها لاحقاً إلى 1.5 تريليون دولار.وقد تصل حصة إسرائيل من المشروع السعودية إلى 100 مليار دولار في حين نجحت مساعي التطبيع مع المملكة. وحسب متابعات بقش لتحليلات إسرائيلية فإن احتياجات السعودية في مجالات مثل الأمن السيبراني والطاقة المتجددة والدفاع تُعتبر فرصةً ذهبيةً لإسرائيل أيضاً.