
تعاني مدينة عدن في الوقت الراهن من انقطاعات متواصلة للكهرباء تصل إلى أكثر من 7 ساعات في اليوم مقابل ساعتين تشغيل فقط، في الوقت الذي تشتد فيه درجات الحرارة مع بداية الصيف الساخن.
بهذه الأزمة تتجدد معاناة السكان بعد أن شهدت منظومة الكهرباء تعافياً جزئياً مؤقتاً، عقب الأزمة الخانقة التي حدثت في شهر فبراير عندما انقطعت الكهرباء كلياً لأيام لأول مرة منذ 100 عام.
مصادر في عدن أكدت لـ”بقش” أن انقطاع الكهرباء يتفاقم مع نقص الوقود المشغِّل لمحطات التوليد، وتآكل البنية التحتية وضعف أعمال الصيانة، إضافة إلى أن هناك محطات مهددة بالخروج عن الخدمة كلياً بسبب قرب نفاد الوقود وعدم إمداد المحطات بالديزل اللازم، مثل محطة ورسيلا 2 في مديرية المنصورة.
ومع استمرار هذا الوضع قد تفقد الشبكة نحو 50 ميجاوات من قدرتها التوليدية خلال الأيام المقبلة.
وعلم بقش أن ارتفاع ساعات الانقطاع تدريجياً يأتي تزامناً مع توقف ضخ النفط الخام من خزان صافر، وانقطاع محطة الحسوة، إلى جانب نفاد مخزون المازوت. وقد تم فرض التقنين في توليد الكهرباء على كافة المحطات.
وبعد صمت رسمي وتوجيه انتقادات حادة تجاه هذا الصمت، قال مدير عام مؤسسة الكهرباء بعدن، سالم الوليدي، إن تفاقم أزمة الكهرباء يأتي نتيجة لهذه العوامل التي وصفها بأنها خارجة عن إرادة المؤسسة، مشيراً إلى أن توقف ضخ النفط الخام من خزان صافر أدى إلى توقف تغذية بعض المحطات العاملة بالنفط الخام، في حين أدى نفاد مخزون المازوت “الوقود الثقيل” إلى توقف محطة الحسوة كلياً.
وحول فرض “نظام التقنين” قسراً قال الوليدي إن ذلك يأتي كمحاولة لتوزيع الطاقة المتبقية بعدالة بين مختلف المناطق، مع التزام المؤسسة ببذل الجهود والتواصل المستمر مع الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة.
خروج احتجاجي مرتقب
يرفض المواطنون هذا الوضع الذي يزداد سوءاً، معبرين عن استيائهم وسط مؤشرات على اندلاع احتجاجات شعبية، إذ لا يحتمل الصيف مزيداً من التجاهل الحكومي لمطالب المواطنين.
وثمة دعوات بالفعل لناشطين إلى تنظيم وقفات واحتجاجات، في حين يدعو البعض إلى مقاطعة فواتير الكهرباء وعدم سدادها حتى وضع حد للمعاناة.
ويطالب سكان عدن المجلس الرئاسي وحكومة عدن والجهات المختصة باتخاذ إجراءات فورية لتحسين خدمة الكهرباء والخدمات العامة، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وتحديث البنية التحتية بحيث يتم وضع حلول من شأنها إنهاء الاعتماد على وقود الديزل المكلف في تشغيل المحطات.