الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

فساد حكومي وأزمات تزيد الاحتقان الشعبي… قطع نفط حضرموت وشبوة يهدد عدن بظلام دامس

الاقتصاد المحلي | بقش

بينما تتعاظم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية في عدن، تقف المدينة أمام عدد من المستجدات التي تهدد بتفاقم أزمة الكهرباء.

ففي تصعيد جديد، حذر “حلف قبائل حضرموت” الذي يتبنى مشروع “الحكم الذاتي” لحضرموت بدعم من المملكة العربية السعودية، من قطع إمدادات النفط الخام المنقولة من حضرموت إلى عدن، بسبب تحركات فساد تطال نفط “الضبة”.

قطع إمدادات النفط لعدن بسبب “الفساد الحكومي”

الحلف قال في بيان حصل “بقش” على نسخة منه، إن سلطات حكومية تحاول اتخاذ بعض الأوامر لاستمرار فسادها في حضرموت واختلاس ثرواتها من خلال تهريب نفط الضبة، وقال الحلف إن كل ذلك لن يتم وإن أوامرهم مردودة إليهم، مضيفاً أن الحلف لن يتهاون في الدفاع عن حضرموت وحقوقها مهما كلفه ذلك، وأنه “في حال إصرارهم سيكلفهم ذلك فقدان إمداد النفط الخام الحالي المقدم من شعب حضرموت إلى إخوانهم أهالي عدن لتشغيل الكهرباء”.

وفي معرض حديثه، ذكر حلف قبائل حضرموت أن المجتمع يعيش معاناة متفاقمة يوماً بعد يوم وحالة معيشية منهارة، نتيجة لانهيار العملة والجوانب الخدمية والانتشار المهول للفساد، محملاً “القيادة العليا” مسؤولية ذلك بسبب “الفشل” في إدارة البلاد، مما ينذر بكارثة شاملة.

وأضاف: “سبق ونبَّه حلف قبائل حضرموت منذ الوهلة الأولى بذلك، واتخذ مواقف واضحة من خلال مشروع حق الحكم الذاتي لتحصين حضرموت من حدوث ذلك وآثاره، وفرض بذلك خطوات على الأرض للحفاظ على ثروات حضرموت وأمنها واستقرارها” وفقاً لاطلاع بقش على البيان.

تهديد حلف قبائل حضرموت بوقف إمدادات النفط المنقولة إلى عدن لتشغيل الكهرباء، يهدد بتفاقم أزمة الكهرباء القائمة بالفعل والمتصاعدة بالأساس في المدينة، في الوقت الذي تشهد فيه محطة الرئيس “بترومسيلة” خروجاً متكرراً عن الخدمة بسبب نفاد كميات الوقود، وانقطاع الإمدادات القادمة من حضرموت وشبوة ومأرب من حين لآخر.

نفط شبوة أيضاً يهدد عدن

يزداد المنعطف الذي دخلته عدن خطورةً من جانب آخر، بعد إعلان عمال حقل العقلة النفطي (S2) في محافظة شبوة، يوم الجمعة الماضي، عن إيقاف ضخ النفط الخام بشكل كامل، احتجاجاً على تجاهل الحكومة لمناشداتهم المستمرة وتفاقم أوضاعهم المعيشية والوظيفية.

وحسب معلومات مرصد “بقش”، فإن تعليق ضخ النفط جاء بعد انتهاء مهلة منحها العمال لحكومة عدن، دون تنفيذ الوعود التي التزم بها وزير النفط الدكتور سعيد الشماسي، خلال لقائه بوفد من العمال قبل قرابة أسبوعين. وتشمل مطالب العمال صرف الرواتب والمستحقات المتأخرة، وتحسين ظروف العمل، وتثبيت أوضاعهم الوظيفية بعد انسحاب شركة OMV النمساوية (المشغل السابق للقطاع) في شهر مايو الماضي.

وكان الحقل قد استأنف ضخ النفط مطلع يونيو الجاري بمعدل أربع مقطورات يوميًا لتغذية محطة كهرباء الرئيس في عدن، في محاولة لإدخال بعض الاستقرار إلى الشبكة الكهربائية التي تعاني من انهيار تام بسبب نقص الوقود. لكن هذا الجهد بات مهددًا بالانهيار مرة أخرى مع إعادة تعليق العمليات.

ويعمل العمال في قطاع العقلة الاستراتيجي منذ أشهر عدة بلا عقود رسمية أو ضمانات وظيفية، وسط الظروف المتردية التي تفتقر لأدنى معايير السلامة المهنية، محتجّين على تجاهل وصمت الحكومة إزاء معاناتهم.

خزانات العقلة وفق اطلاع بقش تحوي 116 ألف برميل من النفط الخام، وكانت تشكل مصدراً حيوياً لتغذية محطة كهرباء الرئيس “بترومسيلة” بعدن، ويهدد استمرار توقف ضخ النفط بتعطيل محطة الكهرباء بالكامل، وهو ما سيؤدي إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في عدن، كالذي حدث في أوائل عام 2025 بشكل غير مسبوق منذ إدخال الكهرباء إلى عدن قبل نحو 100 عام.

هذا التصعيد من قِبل عمال النفط في شبوة، ثم من قِبل حلف قبائل حضرموت الذي يتمتع بتأثير واسع في محافظة حضرموت الأكبر في اليمن، يحدث في الوقت الذي تعاني فيه قطاعات النفط اليمنية من أزمات متراكمة مالياً وإدارياً وتشغيلياً وإنتاجياً، مع غياب استراتيجية واضحة من جانب حكومة عدن لمعالجة ملف تشغيل حقول النفط وأوضاع عمالها وإنتاجاتها، في حين يحذر الاقتصاديون من أن استمرار الأزمات على هذا النحو من التعقيد يهدد بمزيد من التدهور الذي يدفع مدينة عدن إلى الهاوية وسط تزايد الاحتقان الشعبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش