
متابعات | بقش
استهدفت إسرائيل مطار صنعاء الدولي ودمرت بشكل كامل آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية العاملة في المطار تُضاف إلى طائرتين أخريين تم تدميرهما سابقاً، كما استهدفت مدرج المطار الذي تم إصلاحه حديثاً عقب الاستهداف الأخير في وقت سابق من مايو الجاري.
وشن العدوان الإسرائيلي أربع غارات جوية على المطار، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن مطار صنعاء سيتم تدميره مراراً وإن الموانئ اليمنية ستتعرض لأضرار جسيمة، وكذا البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة، رداً على الخسائر الجسيمة التي تكبدتها إسرائيل إثر الحظر الجوي الذي فرضته قوات صنعاء على مطار “بن غوريون” الإسرائيلي.
ودانت حكومة صنعاء العدوان الإسرائيلي، وقالت إنه محاولة للحفاظ على ماء وجه الكيان الصهيوني ودليل على فشله الذريع في تحقيق أهدافه باليمن.
كما ذكر عبدالملك الحوثي، قائد أنصار الله الحوثيين، أن العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء يأتي “في سياق الاستهداف لأمتنا والهادف إلى الضغط على موقف شعبنا في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم”، وأنه “قد يكون من أهداف العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء إعاقة نقل الحجاج”، مضيفاً أن “الترميم المتكرر لمطار صنعاء سوف يستمر بالمقدار الضروري الذي يتيح استمرارية عمله”.
توقف الرحلات مؤقتاً
قالت الخطوط الجوية اليمنية إن طائرة أخرى تعرضت لاستهداف مباشر وجبان من قبل الاحتلال الصهيوني، وذلك قبل لحظات فقط من بدء صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها، ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية.
وأعلنت اليمنية في بيان حصل بقش على نسخة منه عن “توقف كامل مؤقت” لرحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، “نتيجةً لهذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف طائرة مدنية يمنية، تابعة لشركة وطنية نأت بنفسها عن كل صراع، وتفرغت كليًا لخدمة جميع أبناء شعبنا الكريم دون تمييز” وفقاً للشركة.
وحملت اليمنية المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف السافر، مضيفةً أن العدو الإسرائيلي “ظن أن استهدافه لطائرتنا سيخنق أنفاس اليمنيين ويكسر إرادتهم، لكنه واهم، فطائراتنا ستعود، ومطاراتنا ستظل نابضة بالحياة، وأملنا لن يُقصف” على حد تعبير الشركة.
من جانبه علق المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن “المواجهة العسكرية الجارية بين أنصار الله وإسرائيل تُفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة” معتبراً أن استهداف البنية التحتية غير مقبول.
الغارة التي طالت مطار صنعاء اليوم، وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج. ودعا المبعوث الأممي الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وبين السادس والسابع من مايو الجاري، شنت إسرائيل عدواناً مكثفاً على المطار الذي دُمّر بالكامل، وخلف العدوان خسائر بنحو 500 مليون دولار، وبعد عشرة أيام أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء استئناف الرحلات الجوية المجدولة من وإلى مطار صنعاء الدولي، عقب استكمال أعمال إعادة الجاهزية الفنية والتشغيلية للمطار.
وتواصل قوات صنعاء استهداف إسرائيل بحراً وجواً في إطار مناصرة قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وحصار وتجويع ممنهجَين، في الوقت الذي تعرض مطار بن غوريون الإسرائيلي لضربة اقتصادية قاصمة بوقف الرحلات الأجنبية منه وإليه، وعزوف شركات الطيران الكبرى عنه حتى إشعار آخر، بينما يتهدد ميناء حيفا الاستراتيجي خطر آخر ترويه المخاوف الإسرائيلية.