أدت الغارات الإسرائيلية بعشرات الطائرات على الحديدة أمس الأحد، إلى إلحاق أضرار بمواقع خدمية حيوية هي خزانات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي بالصليف، ومحطات كهرباء ميناء الحديدة والحالي ورأس كتنيب، إلى جانب مطار الحديدة الذي يُعد خارج الخدمة بالأساس. وبات يُنظر إلى أن إسرائيل تركز على ميناء الحديدة وما حوله لما يمثله الميناء من أهمية استراتيجية، حيث يغطي الميناء قرابة 70% من احتياجات اليمنيين، ومنذ الاستهداف الأول الذي تم في يوليو الماضي، تحولت شحنات السفن من ميناء الحديدة إلى ميناء رأس عيسى وفقاً لمعلومات طالعها بقش لدى #الأمم_المتحدة. ورغم التصعيد الحاصل، يفيد برنامج الأغذية العالمي بأنَّ واردات الوقود عبر موانئ #البحر_الأحمر ارتفعت بشكل عام خلال شهر سبتمبر الجاري بنسبة 11% على أساس سنوي، في حين انخفضت الواردات عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة #حكومة_عدن بنسبة 9%. وأمس الأحد سارعت الجهات الحكومية التابعة لـ #حكومة_صنعاء إلى التقليل من جدوى القصف الإسرائيلي على الحديدة، مؤكدة أنه تم العمل على احتياطيات مسبقة وتفريغ خزانات النفط في ميناءي الحديدة ورأس عيسى ووضع خطة طوارئ. بناء على ذلك أعلنت شركة النفط، وكذا شركة الغاز في صنعاء، عن توافر مخزونات الوقود والغاز، وطمأنتا الشارع اليمني بعدم الهلع أو افتعال أزمة بمحطات الوقود. ونبهت شركة النفط إلى الإبلاغ عن أي محطة تقوم بالإغلاق لخلق أزمة، أو رفع التكلفة الرسمية، أو الامتناع عن تعبئة الوقود، وذلك من خلال التواصل على الرقم المجاني للشركة: 8001700. ما بعد القصف في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الإثنين في ساحة ميناء الحديدة، تابع بقش تصريحات وزارة النقل والأشغال العامة بحكومة صنعاء، والتي أشارت إلى أن استهداف ميناء الحديدة يهدف لإيقاف العملية التشغيلية وزيادة معاناة المواطنين، واصفةً إياها بأنه وسيلة للضغط لإيقاف إسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني. الوزارة أكدت تدمير محطة الكهرباء بميناء الحديدة والتي تزود القطاعات العاملة في الميناء بالطاقة الكهربائية، وخروجها عن الخدمة كلياً، وتضم المحطة ثلاثة مولدات بقدرة 3 ميجا و75 كيلووات. وخرجت خدمة الكهرباء في محافظة الحديدة وما جاورها عن الخدمة نتيجة الأضرار التي تعرضت لها المحطات جراء القصف المباشر. لكن الوزارة قالت إن العملية التشغيلية والخدمات مستمرة في ميناء الحديدة. وحسب متابعة بقش، أودى القصف الإسرائيلي بحياة ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة قرابة 47 آخرين من العمال والموظفين والمناوبين. وتوعدت حكومة صنعاء بالرد على الهجوم الإسرائيلي بتصعيد العمليات العسكرية ضد إسرائيل خلال الفترة المقبلة. ويأتي استهداف ميناء الحديدة بعد أن شهد الميناء انتعاشاً منذ العام 2023 واستقبالاً متواصلاً لشحنات السفن مقارنةً بالموانئ الواقعة تحت سيطرة حكومة عدن، خصوصاً ميناء #عدن الذي شهد تراجعاً في استقبال السفن وفقاً للأمم المتحدة. وخلال أغسطس الماضي، انخفضت أحجام واردات القمح عبر الحديدة بشكل كبير بأكثر من النصف (54%) على أساس شهري، وفقاً لمنظمة الفاو التي أرجعت ذلك جزئياً إلى أزمة البحر الأحمر والهجمات الإسرائيلية على الميناء، وكذلك التأخير في عقود الموردين.
