قال تقرير أممي إن عام 2023 في #اليمن كان العام الأكثر سلاماً منذ اندلاع الحرب في 2015، لكن الاحتياجات الإنسانية ظلت منتشرة على نطاق واسع، إذ احتاج 21.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، فيما يواجه نصف السكان الجوع الحاد. وفي التقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي والذي اطلع عليه "بقش" وشمل الخطة الاستراتيجية القُطرية للفترة (2023 - 2025)، قال البرنامج إنه ساعد 47% من سكان اليمن في عام 2023، ومع ذلك أجبرت فجوةُ التمويل البالغة 1.66 مليار دولار البرنامجَ على تقليل كمية وتواتر المساعدات. "الأغذية العالمي" يستعرض معاناته ذكر البرنامج أن مساعيه لاستدامة عملياته في البلاد واجهت تحديات بسبب عدم وجود اتفاق مع سلطات #صنعاء بشأن الإصلاحات التشغيلية المخطط لها، مما أدى إلى أكبر توقف مؤقت للمساعدات في تاريخ البرنامج الممتد لـ56 عاماً في اليمن. واستمر السكان اليمنيون في معاناتهم من الآثار التراكمية لتسع سنوات من التشرذم المجتمعي، وظلت الاحتياجات الإنسانية عند مستويات مذهلة، وأجبرت الميزانيات الإنسانية المنهكة البرنامج على اتخاذ قرارات صعبة بموارد شحيحة. ومن الناحية التشغيلية، أعاقت محاولات التدخل والعقبات البيروقراطية وانعدام الأمن والتمييز بين الجنسين، قدرةَ البرنامج على القيام باستجابة مبدئية لمن هم في أمس الحاجة إليها. وفي حين أن عام 2023 كان العام الأكثر سلاماً، واجه البرنامج، كما يقول، تداعيات قرابة عقد من الصراع الذي طال أمده: مشهد سياسي واجتماعي مجزأ، وانهيار الخدمات العامة والبنية التحتية، وتضاؤل دعم المانحين، وكانت محاولات التدخل والعرقلة حدثاً مستمراً، كما أدى الانتشار المتزايد للمعلومات المضللة إلى تقويض ثقة المجتمعات المحلية وإثارة المشاعر المعادية تجاه الأمم المتحدة. وبينما ظل العنف السياسي واسع النطاق عند مستويات منخفضة، أدى استمرار المناوشات والصراع المحلي إلى تأجيج انعدام الأمن المتوطن في جميع أنحاء البلاد، وأثرت الحوادث الأمنية على العمليات الإنسانية والبنية التحتية والموظفين، بما في ذلك اختطاف العاملين في المجال الإنساني واحتجازهم تعسفاً. ومع استنزاف الميزانيات الإنسانية بسبب العديد من حالات الطوارئ الناشئة في جميع أنحاء العالم، خفضت معظم الجهات المانحة الرئيسية تمويلها لليمن بشكل كبير، إذ تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2023 بنسبة 38% فقط، أي أقل بكثير من مستويات عام 2022. تقليص المساعدات والحوالات.. اليمن ثاني أكبر ميدان في العالم لأعمال البرنامج وبقيت مساعدات برنامج الأغذية العالمي ضرورية للملايين رغم أنها مقيدة بالتحديات المالية والتشغيلية والسياسية، وفقاً للبرنامج، وقد تمت مساعدة 15.3 مليون فتاة وفتى وامرأة ورجل في جميع أنشطته في اليمن في عام 2023، مما يجعل اليمن ثاني أكبر عملية لبرنامج الأغذية العالمي في جميع أنحاء العالم. ويمثل هذا العدد 47% من سكان اليمن ويشمل 3.1 مليون نازح داخلياً، وما يقدر بنحو 2.3 مليون شخص من ذوي الإعاقة. مع ذلك أثر نقص التمويل على حياة كل شخص تمت مساعدته تقريباً، وفي حين ظل العدد الإجمالي للأشخاص الذين تمت مساعدتهم مشابهاً لما كان عليه في عام 2022، أدّى انخفاض الموارد المتاحة بنسبة 23% إلى انخفاض كبير في كثافة المساعدة، حيث اضطر البرنامج لتقليل كمية المساعدة. وفي التقرير يقول البرنامج وفق اطلاع بقش إنه قدم مساعدات غذائية عامة مع حصص غذائية مخفضة لجميع الأشخاص الذين تلقوا المساعدة والبالغ عددهم 13 مليون شخص، وأعطى الأسر التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي كميات أقل من الغذاء. كما قلص البرنامج استخدامه للتحويلات النقدية بشكل كبير في عام 2023، مما عكس التقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة. هذا وقام برنامج الأغذية العالمي في أغسطس 2023 بتعليق برنامجه للوقاية من سوء التغذية، مما ترك أكثر من مليوني طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضعة معرضين لخطر سوء التغذية دون دعم.