بقش - 30 سبتمبر 2023 في واقعة فساد مدوّية، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى 20 مليون دولار لنقل حمولة باخرة قمح (منحة بولندية) وتوزيعها، في حين تتراوح التكلفة الفعلية للعملية ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار، وسط أنباء عن لجوء حكومة عدن إلى أحد التجار المحليين لنقل الشحنة. يأتي ذلك بعد أن طلبت وزارة التخطيط بـ حكومة عدن من البرنامج التكفل وتوزيع الشحنة البالغة حمولتها 40 ألف طن من القمح، بعد أن عجزت الحكومة عن نقلها وتوزيعها وقامت بفحصها فقط، وكان الطلب الحكومي في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري. رد البرنامج: نريد 20 مليون دولار بعد مضي نحو أسبوعين على الطلب الحكومي، ردَّ برنامج الأغذية العالمي على وزارة التخطيط بقوله إن شحنة القمح في الأساس لا تزال في بولندا، وإن نقل نقل ومعاملة وتوزيع الشحنة على المستفيدين ستكلف البرنامج ما يقدر بـ20 مليون دولار. وأضاف البرنامج الأممي في مذكرته التي اطلع عليها مرصد بقش، أنَّه لم يتمكن من إيجاد جهة مانحة أخرى لتغطية هذه التكاليف، مشيراً إلى أن التبرعات والمساهمات التي يتلقاها تأتي إما على أساس استرداد التكاليف بشكل كامل (التغطية الشاملة للتكاليف) أو تستلزم إيجاد جهة مانحة أخرى ترغب في تغطية التكاليف الإضافية. ورأى البرنامج أن أمور الإمدادات والمساعدات في مناطق حكومة عدن تبدو جيدة للفترة المتبقية من العام 2023. كما برر البرنامج حاجته إلى 20 مليون دولار بنقص تمويل برامج التغذية، وبرامج التحويلات النقدية، معبراً عن أسفه بأنه ليس بمقدوره دعم هذا الطلب الحكومي. جدل حول التكاليف وزارة التخطيط قالت إن البرنامج اعتذر عن تنفيذ الطلب رغم حاجة الحكومة إلى آلية البرنامج في التوزيع، فيما تسبب الرد الأممي في إثارة جدل على نطاق واسع، حيث قال متابعون إن تكلفة النقل التي ذكرها البرنامج مبالغ فيها إلى حد كبير. وفي الوقت الذي لجأت فيه حكومة عدن إلى أحد التجار المحليين لنقل شحنة القمح بحسب متابعات بقش، اعتبر ناشطون ذلك بمثابة "فضيحة" تعبّر عن حقيقة ضياع أموال المساعدات لليمنيين وعدم استغلالها بالشكل الأمثل. ومن ذلك ما قالته جمعية حماية المستهلك، التي ذكرت أنَّ تكاليف النقل والتفريغ يصل إلى 3.4 مليون دولار فقط، وليس 20 مليون دولار. وقالت الجمعية: "هل يُعقل أن تكاليف النقل الداخلي لمراكز التوزيع تبلغ 17 مليون دولار لأربعين ألف طن؟". وفي حسابها أوضحت الجمعية أن قيمة الباخرة تبلغ "صفر دولار"، بينما تبلغ تكلفة نقل الطن الواحد 60 دولاراً تقريباً من بولندا إلى اليمن، أي بإجمالي مليونين و400 ألف دولار، تُضاف إليها تكاليف تفريغ الشحنة وتعبئتها في شوالات والتي لا تتجاوز مليون دولار، ووصفت الجمعية ذلك بـ"الفساد الكبير".