بقش - الخميس 5 أكتوبر 2023م يستقبل المعلمون في اليمن يومهم العالمي، الذي يصادف 05 أكتوبر من كل عام، بكثير من الضغوطات المعيشية مع انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وتدني قيمة العملة المحلية، إضافةً إلى مشقة أداء مهنة التدريس وسط البيئة الاقتصادية غير المواتية. ويبدو أن اليوم العالمي للمعلم أصبح ذكرى رمزية تبعث على الأسى لمعلمي اليمن الذين يبحثون بمختلف السبل عن مصادر دخل غير التدريس لتغطية الاحتياجات المعيشية اليومية. إذ تحوَّل معلمون من مهنة التدريس إلى مهن أخرى بسبب انقطاع رواتبهم، وفضَّلوا الالتفات إلى ما يدر الدخل ويغطي تكاليف المعيشة مثل قيادة سيارات الأجرة، والباصات، والفلاحة، وغيرها من الأعمال. وينطبق الأمر على مناطق كلا الحكومتين في صنعاء و عدن، فبينما يبحث معلّمو الأولى عن رواتبهم، يشكو معلمو مناطق الحكومة المعترف بها دولياً من تدني قيمة رواتبهم ويطالبون برفع الأجور إلى ما يوازي 100 دولار وصرف العلاوات السنوية وإطلاق التسويات الوظيفية منذ عام 2014، حسب متابعات مرصد "بقش". ومر قطاع التربية والتعليم في اليمن بأسوأ حالاته خلال الحرب، وأثَّر انقطاع رواتب المعلمين بشكل حاد على العملية التعليمية دون وضع الحلول الإدارية والمالية التي يطالب بها المعلمون، لتلافي المشكلات المترتبة على ذلك. نقابة المعلمين: المعلم يُنتقص يوماً بعد يوم قالت نقابة المعلمين في بيان لها، إن مناسبة اليوم العالمي للمعلم تمر بينما يعيش المعلم اليمني منذ أكثر من 7 سنوات دون مرتبات، كحالة فريدة من نوعها على مستوى العالم بما تحمله من معاناة مريرة ومشقة بالغة الأثر على المعلم وأفراد أسرته وما يحتاجونه من متطلبات ضرورية وأساسية للعيش والحياة الكريمة. وذكرت النقابة أن المعلمين والمعلمات في اليمن "يشاركون زملاءهم عبر العالم هذه المناسبة من واقعٍ مأساوي بئيس دون أن تظهر أمامهم نقطة ضوء للخروج من هذا النفق المظلم الذي طال أمده". وفي الوقت الذي يحتفل فيه المعلمون والمعلمات في شتى بقاع الأرض بهذا اليوم العالمي كيوم يُخلد فيه الدور الإنساني والحضاري الذي يقوم به المعلم في تربية الأجيال على القيم الحضارية والمبادئ الإنسانية والحرية والمساواة، فإن المعلم اليمني وبسبب الحالة الراهنة والوضع الطارئ الذي يمر به جراء الأزمة منذ 9 سنوات يعيش خارج دائرة الاهتمام وتُنتقص يوماً بعد يوم حقوقُه التي كفلها الدستور وأقرتها القوانين والمواثيق المحلية والدولية، وفقاً للنقابة. يوسف غالب، رئيس شعبة التوجيه بمكتب التربية في تعز، قال في تصريحات صحفية إن المعلمين الذين يؤدون رسالة خالدة، أصبحوا مُهاني الكرامة، حيث يعيشون دون رواتب في مناطق حكومة صنعاء، وفي مناطق حكومة عدن لا يصلهم من رواتبهم إلا الشيء القليل الذي لا يكفي ليعيش به المعلم حياة كريمة. ويرى غالب أن حقوق المعلم ما تزال مهدورة في مجتمعنا، داعياً المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب المعلم اليمني فيما يتعرض له من اضطهاد في حقوقه. معضلة صرف الرواتب لا تقتصر معاناة المعلمين في مناطق حكومة عدن على تدني قيمة رواتبهم، بل استُحدثت معضلة جديدة تتمثل في قرار وزارة المالية بخصوص صرف الرواتب عبر البنوك والمصارف الخاصة. وفي الشهر الماضي، أعلنت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عن الإضراب الكلي عن العمل حتى يتم إلغاء هذا القرار، مؤكدةً أنها عبرت عن رفضها للقرار لكن لم تجد أي استجابة من وزير المالية. ويؤكد معلمون ومعلمات لـ"بقش" أنَّ استلام الرواتب أصبح شاقاً للغاية، سواءً من ناحية صعوبة استلامه، أو من ناحية توزيع الراتب على تسديد الديون والفواتير والإيجار المنزلي والأدوية وغيرها من الالتزامات التي لا تُبقي من الراتب سوى ما يكفي لبضعة أيام. - شركة اليمنية للطيران تعلن عن استئناف رحلاتها من مطار صنعاء ابتداءً من يوم غد الجمعة 6 أكتوبر 2023.