الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

بنك عدن المركزي يرفض سك فئة 50 ريالاً في صنعاء… ما علاقة ذلك باتفاق يوليو الاقتصادي؟

الاقتصاد المحلي | بقش

رفض بنك عدن المركزي سك العملة المعدنية الجديدة من فئة 50 ريالاً من جانب بنك صنعاء المركزي، والمعلن عنها يوم أمس السبت، لتحل بديلاً للكتلة الورقية التالفة من نفس الفئة.

بنك عدن المركزي أصدر بياناً عبر عن انزعاجه من إصدار هذه العملة، واصفاً ذلك بـ”الفعل العبثي التدميري الصادر عن كيان غير قانوني”، واعتبر أن هذا “التصرف غير المسؤول يُعد استمراراً للحرب الاقتصادية” و”إمعاناً في نهب مقدرات ومدخرات المواطنين لتمويل شبكاتها (الحوثيين) المشبوهة بمبالغ مهولة دون أي غطاء قانوني أو نقدي”.

وكرر البنك تحذيره للمواطنين وفروع البنوك وشركات الصرافة وقطاع الأعمال في مناطق حكومة صنعاء، التي تمارس الأنشطة المستثناة والمسموح بها في إطار العقوبات الدولية الصادرة بحق الحوثيين، من التعامل بالعملة الجديدة، سواء الجديدة أو القديمة، التي سبق للبنك التحذير من التعامل بها أو قبولها في أي معاملات أو تسويات مالية، في إشارة إلى العملة المعدنية من فئة 100 ريال الصادرة في نهاية مارس 2024.

إطاحة بالاتفاق الاقتصادي مع السعودية

اعتبر بنك عدن المركزي أن سك العملة من فئة 50 ريالاً فعل تصعيدي خطير يُطيح بإعلان 23 يوليو 2024 الصادر عن المبعوث الدولي، الذي تم برعاية إقليمية ودولية، وهو الاتفاق الاقتصادي الذي قالت حكومة صنعاء إنه تم بينها وبين السعودية.

كما دعا البنك الشركاء الإقليميين والدوليين، الراعين لإعلان 23 يوليو 2024، إلى تحمّل مسؤولياتهم وإدانة هذا الفعل التصعيدي غير القانوني وغير المسؤول، والوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم المرافقة والممهدة للإعلان، محملاً حكومة صنعاء “المسؤولية الكاملة عن جميع العواقب والإجراءات المترتبة على هذا التصعيد الخطير وممارساتها غير القانونية وغير المسؤولة، وأن البنك سيمارس واجباته الدستورية وحقه القانوني في حماية العملة الوطنية، ومدخرات المواطنين، وأمن وسلامة الاقتصاد الوطني، بكافة الوسائل القانونية المتاحة” وفقاً لبيان البنك.

وفي تعليق لمرصد “بقش”، قال المحلل الاقتصادي أحمد الحمادي: “بدايةً يعبّر بيان البنك عن تناقض بصورة ما”، موضحاً: “بيان البنك المركزي اليمني في عدن اشتمل على حديث عن التزامه والتزام الحكومة بما نصّ عليه اتفاق يوليو الاقتصادي، بما في ذلك خفض التصعيد الاقتصادي، لكن الواضح هو أن التصعيد الاقتصادي لا يزال مستمراً، إذ يواصل بنك عدن المركزي أيضاً مساعيه لنقل المراكز والعمليات للبنوك الرئيسية من صنعاء إلى عدن، وقد أعلن البنك ذاته عن تواصله مع عدد من البنوك مؤخراً بشأن نقل مراكزها، وهو ما يخل ببنود الاتفاق”.

وواصل الحمادي وجهة نظره بالقول إن “عملية سك العملة السابقة من فئة 100 ريال لم يترتب عليها تداعيات وخيمة لا على المدخرات ولا على مهام البنوك والصرافة، ولم ينجم عن ذلك تغير في سعر الصرف، إذ تشهد أسعار الصرف استقراراً ترصده الأمم المتحدة باستمرار شهرياً مقابل انهيار العملة المحلية بمناطق الحكومة نتيجة للسياسات النقدية والمالية الخاطئة وحالة الإفلاس وعمليات المضاربة الواسعة”.

وأضاف: “يؤكد الاقتصاديون أن سك العملة المعدنية طالما تم بناء على ما يقابله من الكتلة الورقية التالفة، فإنه يبقى في مقام الإحلال النقدي، وهو ما لا يستحق الوقوف عنده طويلاً، وما يجب الاهتمام به هو مسألة توحيد السياسة النقدية التي تؤكد الأمم المتحدة على أهميتها لردم جزء من الهوة الاقتصادية الراهنة”.

من جهته ذكر الخبير الاقتصادي رشيد الحداد، في حديث لـ”بقش”، أن بنك عدن المركزي غاضب من إصدار بنك صنعاء المركزي فئة 50 ريالاً، بينما نسف اتفاق يوليو 2024 بوقوفه إلى جانب وزارة الخزانة الأمريكية فيما يخص العقوبات، وإيقافه كافة التفاهمات الاقتصادية، وتعمّد التحريض ضد البنوك التجارية والقطاع المصرفي اليمني، وعاود الحرب الاقتصادية متكئاً على قرار التصنيف الأمريكي الذي حوله إلى وسيلة تهديد وترهيب ضد البنوك التجارية والقطاع المصرفي، وفقاً للحداد.

وتابع بقوله إن حكومة صنعاء قامت بإصدار فئة نقدية من الفئات الدنيا، كإجراء يتوافق مع قانون البنك المركزي اليمني رقم 14 لسنة 2000، المعدل بالقانون رقم 21 لسنه 2003، لكن انزعج بنك عدن واعتبر هذه الخطوة كارثية بالنسبة له ولتطلعات الذين ضربوا القيمة الشرائية للعملة المحلية في عدن ليصل سعر صرف الدولار سقف 2850 ريالاً للدولار الواحد نتيجة للسياسات النقدية الكارثية التي ينتهجها -بحسب الحداد- دون مراعاة تداعياتها على الوضعين الاقتصادي والإنساني، والإفراط في الإصدار النقدي التضخمي.

وكان بنك صنعاء المركزي أعلن أمس عن وضع العملة من فئة 50 ريالاً في التداول اعتباراً من اليوم الأحد 13 يوليو، وأنها تكتسب صفة التداول القانوني جنباً إلى جنب مع فئة 50 ريالاً الورقية، وتتمتع بقوة إبرائية غير محدودة، وتحمل العملة الجديدة اسم البنك المركزي اليمني وتاريخ الإصدار في الوجه الأمامي، وفي الوجه الخلفي كُتب اسم مسجد العيدروس وعدن ورسمة للمسجد.

هذا ويرى مواطنون في صنعاء أن سك العملة من فئة 50 ريالاً، إلى جانب العملة السابقة من فئة 100 ريال، يساهم في حل جزئي لمشاكل السيولة وتوافر الكتلة الورقية التالفة التي تسببت في تداعيات سلبية اقتصادية واجتماعية على مدى السنوات الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش