
تقارير | بقش
اضطرت سفينة سياحية للابتعاد عن جزيرة يونانية، عقب احتجاج السكان المحليين على حرب الإبادة في غزة، مما منع 1600 راكب إسرائيلي من النزول من على متن السفينة التي غادرت إسرائيل يوم الأحد، ولم يتمكن أيٍّ منهم من الذهاب إلى الجزيرة بسبب مخاوف مرتبطة بالسلامة.
وابتعدت السفينة “كراون إيريس” (CROWN IRIS) السياحية الإسرائيلية عن جزيرة “سيروس” اليونانية، مما تسبب في احتجاز السياح الإسرائيليين داخل السفينة، وأكدت شركة الشحن الإسرائيلية التي تدير السفينة أن السفينة وصلت للجزيرة وواجهت مظاهرة من قِبل مؤيدين للفلسطينيين، هتفوا بعبارات عديدة مثل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، ورفعوا عالياً علم فلسطين.
ووفق تتبع بقش معلومات السفينة، فإن “كراون إيريس” سفينة ركاب تبحر تحت علم “بنما”، ويبلغ طولها الإجمالي 207.1 أمتار، وعرضها 33.2 متراً.
أكد بيان صادر عن المحتجين رفض اليونانيين “العلاقة الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية” بين اليونان وإسرائيل، التي تتزايد بشكل متسارع، وقال المحتجون وفق اطلاع بقش: “بصفتنا سكان سيروس، ولكن كبشر، نتخذ إجراءات نأمل أن تساهم في وقف هذا الدمار الناجم عن حرب الإبادة الجماعية التي تحدث في منطقتنا”.
ولعل السكان اليونانيين الذين احتجوا على وفود الإسرائيليين، لا يتجاوز عددهم 300 يوناني، إلا أنهم تمكنوا من منع الركاب من النزول وإجبارهم على البقاء على متن السفينة منذ يوم أمس الثلاثاء 22 يوليو، ولم يكن بيد الإسرائيليين سوى الهتاف بعدد من الشعارات المتفاخرة بكونهم إسرائيليين، رداً على المظاهرة المناهضة لإسرائيل، وفق متابعات بقش.
واعتبرت القناة 12 العبرية أن المظاهرة كان مخططاً لها، وكانت السلطات المحلية على علمٍ مُسبق بها وتم نشر العديد من قوات الأمن في المنطقة.
وفي محاولة رسمية غير ناجحة لاحتواء الموقف، تحدَّث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مع نظيره اليوناني جيورجوس يرافترياتيس، وطلب تدخله، في محاولة لحل قضية رسو الركاب وإنزالهم من السفينة، وقالت وزارة الخارجية إنها تراقب الحدث بشكل مستمر من خلال السفارة الإسرائيلية في أثينا.
اتساع السخط الأوروبي
أقرت إدارة السفينة بأن ما حدث في جزيرة سيروس اليونانية، يحدث في عدة أماكن في أوروبا، إذ يتم رفض التعامل مع الإسرائيليين، خصوصاً خلال الفترة الأخيرة مع استمرار حرب الإبادة والحصار والتجويع الممنهج بحق سكان غزة.
فإضافة إلى تنظيم عدة عواصم أوروبية احتجاجات شعبية دورية تطالب بوقف الحرب وإنهاء الحصار على القطاع الفلسطيني، أوقفت قطاعات أوروبية عديدة التعامل مع الإسرائيليين مثل قطاعات الموانئ.
ويطالب الأوروبيون، أفراداً ونواباً برلمانيين، بإيقاف ما يرونه “نفاقاً” من قِبل الاتحاد الأوروبي تجاه المأساة في غزة، داعين إلى وقف جميع أنواع التجارة والتعاون مع إسرائيل إلى أن تحترم القانون الدولي. وتأتي هذه المطالب في الوقت الذي تم فيه الحديث داخل أوروبا عن تدابير محتملة ضد إسرائيل تشمل الحد من العلاقات التجارية وفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين وفرض حظر على الأسلحة ووقف السفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.
لكن رغم الغضب المتزايد إزاء الدمار في غزة، ما زالت دول الاتحاد الأوروبي منقسمة حول طريقة التعامل مع إسرائيل، فيما يقول دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يتم اتخاذ قرار موحد تجاه إسرائيل التي لا تزال حليفة للأوروبيين.