العملات المشفرة تواصل ارتفاعها وشكوك حول نجاحها في اليمن

لأول مرة على الإطلاق ارتفعت عملة البيتكوين لأكثر من 106 آلاف دولار في أعلى مستوى لها، تزامناً مع تصريحات لـ #ترامب قال فيها إنه ينوي إنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي للبيتكوين على غرار احتياطات النفط الاستراتيجية.
العملات الرقمية بشكل عام كان يصفها ترامب خلال رئاسته الأولى بأنها “نصب واحتيال”، لكن موقفه تغيّر بالكامل بهذا الخصوص، حتى أطلق عملته الرقمية الخاصة، وتعهَّد بجعل الولايات المتحدة الأمريكية عاصمةً عالمية للبيتكوين والعملات الرقمية حسب متابعات بقش.
فالعملات الرقمية تشوبها ثغرات قانونية تسعى إدارة ترامب المقبلة إلى سدها، وكثيراً ما كانت هذه الثغرات محلَّ جدل، وما زالت تُعتبر من الوسائل المستخدمة لتبييض الأموال أو الاحتيال على الأفراد.
هل ينجح استثمارها في اليمن؟
يرى اقتصاديون أن الاستثمار في العملات المشفرة ليس مناسباً في اليمن لأسباب منها عدم القدرة على التنبؤ بمستقبلها القريب كالبورصات وأسواق الأسهم على سبيل المثال، كما يصعب شراؤها رسمياً في البلاد نظراً للعقوبات على النظام المصرفي اليمني، وهو ما يجعل المُتاح هو فقط فتح محفظة إلكترونية والطلب من شخص آخر في دولة أخرى شراء العملات وتحويلها إلى حساب المحفظة.
وتتضمن عمليات الشراء من الخارج والتحويل إلى المحفظة عمولات كبيرة، كما يحدث ذلك عند محاولة تسييل العملات، أي إعادة بيعها، مقابل الدولار.
ويقول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي إن دولاً عدّة تفرض ضريبة على الشراء والأرباح قد يتحملها المشتري الأساسي إذا لم يكن على اطلاع بقوانين العملات المشفرة في تلك الدولة.
ولا تقوم كافة شركات المحافظ الإلكترونية بتقديم خدمات آمنة، ففي حال حصول عطل بتلك الشركة قد تحدث خسائر مالية بسبب عدم القدرة على البيع أو الشراء في الوقت المناسب، إلى جانب وجود مخاطر اختفاء تلك الشركة وضياع الاستثمار.
ويؤكد ناشطون أنه في حال فقدان كلمة المرور أو ضياع الهاتف الذي يحمل المحفظة الإلكترونية، فإن من المحتمل عدم القدرة على استعادة الاستثمار في العملة المشفرة، بسبب اشتراط عمليات تأمين عالية في حين لا يمكن استعادة كلمة المرور بالطرق التقليدية تجنباً للاختراق.
وتحمل العملات المشفرة مخاطر التعرض للاحتيال، والتورط في ممارسات غير مشروعة. وإضافة لذلك يحذر مستثمرون من استثمار العملات المشفرة لدى طرف ثالث.
قفزة البيتكوين
جاء ارتفاع البيتكوين بالتزامن مع إعلان ترامب عن عزمه إنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي للبيتكوين على غرار احتياطيات النفط الاستراتيجية، في حين يترقب المستثمرون خفضاً متوقعاً لأسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي تصريحات تابعها بقش لشبكة CNBC، قال ترامب: سنفعل شيئاً رائعاً من خلال استغلال العملات المشفرة”.
وارتفعت قيمة البيتكوين بأكثر من 50% منذ فوز ترامب في الانتخابات بشهر نوفمبر الماضي، وتجاوز سعرها 100 ألف دولار في 05 ديسمبر الجاري، لأول مرة بعد أن رشَّح ترامب “بول أتكينز” لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، وهو معروف بدعمه للعملات المشفرة.
واجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة الأمريكية التي تستثمر مباشرة في بيتكوين 12.2 مليار دولار من التدفقات الصافية منذ فوز ترامب في الانتخابات وفق اطلاع بقش، ويعتقد اقتصاديون أمريكيون أن الكثير من الناس يبنون توقعاتهم على إدارة أكثر ملاءمة، وأن التفاؤل ينعكس في الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تستثمر في الأصول الرقمية.
ويريد ترامب وضع الولايات المتحدة الأمريكية في قلب صناعة الأصول الرقمية، بما في ذلك إنشاء مخزون استراتيجي من بيتكوين وتعيين جهات تنظيمية مهتمة بالأصول الرقمية، وهو ما يدفع خبراء إلى توقع أن البيتكوين يمكن أن تصل إلى 200 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025، في حين يرى آخرون أنها ستصل إلى ما بين 120 ألفاً و130 ألف دولار في وقت مبكر من الربع الأول من العام المقبل.