انفجار ميناء رجائي: إيران توقف الأنشطة حتى إشعار آخر والخسائر الاقتصادية بلا أرقام

ألقى انفجار ميناء “رجائي” جنوبي إيران، الذي وقع أمس السبت، بتداعياته على حركة التجارة الإيرانية، إذ أعلنت مؤسسة الجمارك الإيرانية وقف كافة الأنشطة حتى إشعار آخر في ميناء مدينة بندر عباس بعد الانفجار العنيف.
وقد دفع الحادث السلطات الإيرانية إلى إعلان حالة الطوارئ في مدينة بندر عباس لحماية المواطنين وسط ارتفاع كبير في معدل تلوث الهواء.
بين انفجار مخازن وشحنة لوقود الصواريخ
مسؤول محلي بإدارة الأزمات قال للتلفزيون الإيراني إن سبب الواقعة انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف الميناء، في حين زعمت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري أن شحنةً من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار.
وادعت الشركة البريطانية وفق متابعات بقش أن هذا الوقود جزء من شحنة بيركلورات الصوديوم القادمة من الصين بواسطة سفينتين إلى إيران، حيث تُستخدم المادة الكيميائية في صنع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
ومن جهتها قالت الشركة الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إن الانفجار الذي وقع في الميناء لا علاقة له بالمصافي أو خزانات الوقود أو خطوط أنابيب النفط “التابعة للشركة في تلك المنطقة” حسب اطلاع بقش. وجاء تصريح الشركة هذا بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن الانفجار وقع بعد انفجار ناقلة وقود في الميناء “لأسباب غير معروفة”.
خسائر كبيرة محتملة
حتى الآن لا توجد بيانات رسمية ومفصلة حول الخسائر الاقتصادية والتجارية المحتملة لإيران جراء الحادث، لكن تقارير صحفية إيرانية تحدثت عن خسائر اقتصادية فادحة.
وتتمثل فداحة الخسائر في أن هذا الحادث لم يكن عادياً، وهو يفوق كل الحرائق والانفجارات الطبيعية أو المتعمدة التي حدثت في إيران خلال السنوات الماضية. كما أن “ميناء رجائي” يُعتبر أكبر الموانئ الإيرانية ويشكل بوابة التصدير والاستيراد للاقتصاد الإيراني وقلبه، ويقع شمالي جزيرة قشم ومضيق هرمز، على بعد 23 كيلومتراً من مدينة بندر عباس في محافظة هرمزجان المطلة على الخليج.
ويُعد رجائي ثاني أكبر الموانئ في المنطقة من حيث الطاقة الاستيعابية (6 ملايين حاوية)، بعد ميناء جبل علي الإماراتي وفق مراجعات بقش. وتصل طاقة الميناء لاستقبال 4 آلاف سفينة وناقلة نفط، ويتم من خلاله أكثر من 53% من عمليات شحن السلع وتفريغها في البلاد.
وقد تأسس الميناء عام 2005 على مساحة تبلغ 4800 هكتار (48 مليون متر مربع)، وهو يستقبل أكثر من 100 مليون طن من السلع سنوياً، 55% منها للسلع التصديرية والمستوردة. ومن خلاله تتم 70% من عمليات النقل عبر البحر، ويستقبل 90% من الشحنات بالحاويات.