
تقارير | بقش
قدَّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مكافآت أمريكية ضخمة” لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تمثلت في استثمارات أمريكية بمليارات الدولارات في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية، وذلك تزامناً مع اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة.
هذه المشاريع ممولة من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل التي تبلغ 4 مليارات دولار سنوياً وفق اطلاع “بقش” على أرقام المساعدات في الظروف الطبيعية، لكن المساعدات زادت ثلاثة أضعاف خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
وفيما يبدو “مكافأة نهاية الحرب”، يأتي الإغراء بالأموال للإسرائيليين بعد أن ذكرت تقارير أن ترامب يعتزم تصعيد الضغوط على نتنياهو من أجل إنهاء الحرب، إذ أكدت مصادر أمريكية أمس الثلاثاء (08 يوليو) أن الضغط الأمريكي بدأ، وسيكون شديداً. وقد عقد الاثنان اجتماعاً في المكتب البيضاوي مساء الثلاثاء تمحور حول الوضع في غزة.
ترامب الذي رشَّحه نتنياهو للحصول على جائزة نوبل للسلام، قال إن “غزة مأساة”، وإن “علينا إيجاد حل لها، أنا أريد ذلك، ونتنياهو يريد، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد أيضاً”. وجاء ذلك بعد الاجتماع الذي غادره نتنياهو دون الإدلاء بتصريحات علنية.
ووصل وفد قطري إلى واشنطن بالتزامن مع وجود نتنياهو، لعقد محادثات مع مسؤولين أمريكيين حول الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. ووفق اطلاع بقش على مضامين الخطة الأمريكية، يجري الحديث عن إطار لاتفاق يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 أسرى أحياء على مرحلتين، وإعادة جثث 18 اسيراً، إضافة إلى إطلاق أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصَر. ومن المقرر أن يكون ترامب الضامن لهذا الاتفاق.
تفاصيل “المكافآت الأمريكية”
تشير التفاصيل التي رصدها بقش، ونشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية، إلى أن الولايات المتحدة “تكافئ” نتنياهو مقابل وقف الحرب، من خلال تنفيذ سلسلة مشاريع عسكرية ضخمة في إسرائيل، تكلف مليارات الدولارات، تشمل تجهيز بنية تحتية جديدة لاستيعاب مروحيات وطائرات تزويد الوقود، إلى جانب إنشاء مقرات ووحدات جديدة، منها مقر جديد لأسطول الكوماندوز البحري، وقواعد صيانة متطورة للمركبات المدرعة.
تُظهر الوثائق التي تحدثت عنها “هآرتس”، صدرت عن سلاح المهندسين الأمريكي، أن عشرات المناقصات تم إطلاقها لصالح إسرائيل، وتراوح قيمتها بين ملايين ومئات الملايين من الدولارات، وأن وثائق العطاءات تحتوي على آلاف الصفحات التي تكشف بدقة تفاصيل الإنشاءات وتكاليفها.
من أبرز المشاريع (المكافآت) التي تشيدها أمريكا لصالح إسرائيل، هي بناء مخابئ لتخزين الذخيرة في قاعدة “هاتسيريم” الجوية بتكلفة 100 مليون دولار، وإنشاء منطقة مخصصة لتحميل المواد الخطرة وتفريغها بقيمة 10 ملايين دولار، وتجهيز قاعدة “تل نوف” لاستيعاب 12 مروحية جديدة من خلال هدم منشآت قائمة وبناء حظائر ومواقف ومستودعات، بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار.
ذلك يُحيل إلى تقارير نُشرت عام 2012 عن بناء مجمع سري تحت الأرض يُعرف بـ”الموقع 911″ داخل قاعدة “نيفاتيم”، بتعاون مباشر بين الجيش الأمريكي وسلاح الجو الإسرائيلي. وفي ذلك العام أيضاً أعلن سلاح الهندسة الأمريكي عن بناء منشأة سرية أخرى تحت سطح الأرض في “موقع 81″، بتكلفة 100 مليون دولار.
1.5 مليار دولار لـ20 مشروعاً
تم توجيه دعوات لمقاولين عسكريين أمريكيين لبناء مشاريع في إسرائيل تشمل أعمالاً بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار، ومشاريع مستقبلية تزيد على مليار دولار. ووفقاً للوثائق فإن عدد المشاريع يقترب من 20 مشروعاً بتكلفة 1.5 مليار دولار.
ولا يُسمح لشركات أخرى غير الأمريكية بالتقديم للمناقصات بصفة مقاول رئيسي، لأن هذه المشاريع ممولة من المساعدات الأمريكية، لكن تنفذها شركات إسرائيلية بصفة مقاولين ثانويين. ووفق قراءة بقش، يتم الحرص على السرية فيما يخص مشاركة المقاولين، كما يُفرض عليهم الامتناع عن ذكر أي تفاصيل من شأنها أن تدل على مواقع المشاريع.
إلى ذلك، بلغ حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل في السنوات من 2019 حتى 2028 قرابة 3.8 مليارات دولار سنوياً، لكن واشنطن قدمت معونات عسكرية وأسلحة مجانية إلى إسرائيل تعادل 44 مليار دولار بعد الحرب على غزة ولبنان وإيران وفق مراجعة بقش. إذ تلقت إسرائيل في العام الأول حتى سبتمبر 2024، ذخيرةً وأسلحة بمبلغ 18 مليار دولار تقريباً، ويشار إلى أنه في يناير 2025 أقر الكونغرس مساعدة عسكرية خاصة لإسرائيل، بمبلغ 26 مليار دولار، منها 4 مليارات دولار لشراء صواريخ اعتراضية.