بين الرمزية السياسية والمكسب الاقتصادي.. ترامب يستغل “جائزة الفيفا” لتحقيق مكاسب مالية

تقارير | بقش
بعد أن خسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام التي كانت ينتظرها في أكتوبر الماضي، حصل على جائزة جديدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، وهي جائزة السلام، ومُنح إياها خلال مراسم قرعة كأس العالم 2026 التي أقيمت في واشنطن يوم أمس الجمعة 05 ديسمبر.
ويبدو أن جائزة الفيفا، رغم أنها حديثة العهد وأقل ثقلاً رمزياً من جائزة نوبل، قد تحمل لترامب أبعاداً اقتصادية وتجارية ملموسة، تتجاوز قيمة الجائزة النقدية الرمزية لنوبل.
فوفق اطلاع بقش على ما نشرته صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية، فإن ارتباط اسم ترامب بالفيفا يمنحه زخماً دعائياً كبيراً، نظراً لشعبية كرة القدم العالمية وقاعدة جماهيرها التي تتجاوز مئات الملايين حول العالم، وهذا التواجد العالمي يعزز قيمة علامته التجارية، ويترجمه إلى فرص تجارية مباشرة عبر عقود الرعاية والإعلانات والشراكات الدولية.
عقود الترخيص الدولية
تشير المعلومات التي تحدثت عنها شبكة CNBC، إلى أن مؤسسة ترامب كانت قد وقّعت خلال عام 2024 صفقات ترخيص في قطر والهند ورومانيا والمالديف، بمئات الملايين من الدولارات، وقد يفتح فوز ترامب بجائزة الفيفا أبواباً جديدة لتوسيع عقود مؤسسة ترامب الاقتصادية في أسواق أخرى، ما يزيد من حجم المكاسب المالية المحتملة.
ويعزز ظهور ترامب في حفل الفيفا أمام جمهور عالمي من قيمة عقود الرعاية والإعلانات لمؤسسته بنحو 20 إلى 30 مليون دولار إضافية، وفق تقديرات الصحيفة الهندية، وهذه القيمة الإضافية رغم أنها تقديرية، تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تتحول إلى منفذ اقتصادي قوي لرجل أعمال سياسي كترامب.
وتمنح جائزة نوبل للسلام الفائز بها نحو مليون دولار، كقيمة مالية مباشرة لكنها لا ترتبط بعقود أو استثمارات اقتصادية. وفي المقابل، تمنح جائزة الفيفا الفائز منصة جماهيرية عالمية مرتبطة بالرياضة والاقتصاد، ما يجعلها أكثر جدوى من منظور مالي وتجاري.
وتقدّر مجلة فوربس الأمريكية حجم ثروة ترامب بنحو 6.3 مليارات دولار، ويُثار حالياً تساؤل حول ما إذا كانت المكاسب الاقتصادية المرتبطة بجائزة الفيفا ستساهم في زيادة ثروته بشكل ملموس، أم أنها مجرد قيمة دعائية رمزية إضافية.
وبين الرمزية السياسية لجائزة نوبل والمكاسب الاقتصادية المحتملة لجائزة الفيفا، ترى التحليلات التي اطلع عليها بقش أن ترامب استغل الحدث الرياضي لتحويله إلى فرصة اقتصادية وتجارية ملموسة، تعزز من حضوره العالمي وتفتح أمامه أبواباً جديدة لعقود وشراكات تجارية.


