تحرك الصين في بحرها الجنوبي يعزز تأثير مواجهات البحر الأحمر على التجارة العالمية

أعلنت الصين اليوم الاثنين، اتخاذ ما وصفتها “تدابير سيطرة”، بعد حادث جديد مع سفن فلبينية قرب أرخبيل متنازع عليه في بحر الصين الجنوبي، هو الحادث الرابع خلال أسبوع.
وقال خفر السواحل الصيني إنه في 26 أغسطس، ودون الحصول على إذن من الحكومة الصينية، أرسلت #الفلبين سفينتي خفر السواحل 4409 و4411 للدخول بصورة غير قانونية إلى المياه القريبة من شعاب شيانبين في جزر نانشا، وهما الاسمان الصينيان لمنطقة شعاب سابينا وجزر ستراتلي المتنازع عليها.
وفي الأشهر الأخيرة ازدادت حدة التوتر بين #بكين و #مانيلا في سلسلة مواجهات في بحر الصين الجنوبي حسب متابعات بقش، حيث تطالب بكين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، وتجاهلت حكماً أصدرته محكمة دولية عام 2016، يفيد بأن مطالبها لا أساس قانونيا لها.
ويعود سبب التنازع على بحر الصين الجنوبي إلى احتوائه على حوالي 5.38 تريليون متر مكعب (190 تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي المؤكد والمحتمل و 11 مليار برميل من احتياطيات النفط، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتحتوي المياه المتنازع عليها على رواسب كبيرة من المعادن الأرضية النادرة الضرورية لطموحات الصين التكنولوجية، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات المتقدمة، كما يحتوي المحيط الهادئ على معادن أرضية نادرة أكثر بألف مرة من احتياطيات الأراضي المعروفة حالياً، والتي تسيطر الصين على أكثر من نصفها وهي ضرورية للانتقال إلى طاقة أنظف.
حوادث متتالية
خلال أسبوع واحد، وقعت 3 حوادث بين الصين والفلبين، واصطدمت سفينتان ترفعان علمي الصين والفلبين، الاثنين، في حادثة جديدة قرب سابينا شول، التي تقع على بعد 140 كيلومتراً غرب جزيرة بالاوان الفلبينية، وعلى مسافة 1200 كيلومتر تقريباً من جزيرة هاينان، أقرب نقطة من البر الصيني.
ويوم الجمعة أعلنت بكين عن اتخاذ إجراءات مضادة ضد طائرات عسكرية فلبينية متهمة بدخول مجالها الجوي، فوق منطقة سوبي في 22 أغسطس، والتي تطالب مانيلا كذلك بالسيادة عليها.
كما اتهمت الفلبين السبت الصين بإطلاق قنابل مضيئة على إحدى طائرات الدورية التابعة لها في بحر الصين الجنوبي، وأمس الأحد اتخذ خفر السواحل الصيني إجراءات سيطرة بحق سفينة فليبينية دخلت بالقرب من سواحل جزيرة سابينا المرجانية.
تهديدات على التجارة العالمية
تهدد التوترات في بحر الصين الجنوبي التجارةَ البحرية العالمية التي تواجه تهديدات متزايدة بالفعل بما فيها اضطرابات البحر الأحمر، وتزيد التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي من المخاوف الأمنية العالمية بشأن هذا الطريق التجاري الحيوي.
حيث يمكن أن تؤثر المواجهات العسكرية الصينية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي على التدفق السلس للتجارة، إذ يشكل بحر الصين جزءاً من غرب المحيط الهادئ، ويقع بين جنوب الصين و #تايوان والفلبين و #إندونيسيا و #فيتنام و #تايلاند و #كمبوديا و #ماليزيا.
ويمر نحو ثلث التجارة العالمية عبر هذا الممر البحري الذي تبلغ مساحته 3.5 ملايين كيلومتر مربع (1.4 مليون ميل مربع) سنوياً، وفقاً لمعلومات اطلع عليها بقش لدى مؤتمر #الأمم_المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
وفي 2016 فقط، سافر نحو 3.6 تريليون دولار من البضائع والسلع البحرية، حسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره #واشنطن، وتشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم يصل إلى 5.3 تريليون دولار.
وحسب بيانات CSIS، تتحرك عشرات الآلاف من سفن الشحن عبر بحر الصين الجنوبي كل عام، حاملة حوالي 40% من تجارة الصين وثلث تجارة #الهند و20% من تجارة #اليابان مع بقية العالم.
ويقدّر باحثون في جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية أن إجمالي التجارة عبر بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، الواقع بين الصين والكوريتين واليابان، تبلغ قيمته 7.4 تريليون دولار سنوياً.
ومن بين كل #آسيا يرتبط الأمن الاقتصادي للدول الثلاث ارتباطاً وثيقاً بالتشغيل السلس للممر المائي، ويُعد بحر الصين الجنوبي مفترق طرق حيوياً لكل من التجارة البينية الآسيوية وكذا للتجارة مع بقية العالم، وخصوصاً #أوروبا والشرق الأوسط و #أفريقيا.
من جانب آخر، قدمت فيتنام طلباً الشهر الماضي إلى #الأمم_المتحدة للحصول على جرف قارّي ممتد يتجاوز 200 ميل بحري (370 كيلومتراً) في البحر الحالي، واتخذت الفلبين خطوة مماثلة في يونيو 2024.
وتشير تقارير إلى أنه في حال تدهور التوترات بين الصين وجيرانها أكثر، فقد تُفتح جبهة ثالثة في أزمة الشحن العالمية، وقد تتطلع الشركات البحرية إلى تجنب أجزاء من هذا البحر، وقد تتسبب عمليات التأخير وارتفاع الأسعار اللاحقة في نقص السلع وخفض الإيرادات الحيوية للموانئ الآسيوية الرئيسية.