مقالات

حادث البلطيق الغامض | أوروبا تتهم روسيا والصين بقطع كابلاتها البحرية

يشتبه الأوروبيون في سفينة تجارية صينية -تحاصرها السفن الحربية الأوروبية في المياه الدولية، قامت بسحب المرساة عمداً لمسافة 100 لقطع كابلات بيانات في بحر البلطيق بتحريض من روسيا، لتُلحق بالكابلات الأوروبية أضراراً فادحة.

ووفق متابعة بقش، فإن ناقلة البضائع السائبة الصينية Yi Peng 3، والتي يبلغ طولها 225 متراً وعرضها 32 متراً ومحمّلة بالأسمدة الروسية، قامت عمداً بقطع كابلين مهمين للبيانات في الأسبوع الماضي حسب اتهامات الأوروبيين، حيث تم سحب مرساة على طول قاع بحر البلطيق لأكثر من 100 ميل.

وتم فتح تحقيق يركز على ما إذا كان قبطان السفينة المملوكة للصين (التي غادرت ميناء أوست-لوغا الروسي على بحر البلطيق في 15 نوفمبر الجاري) قد تم تحريضه من قبل المخابرات الروسية لتنفيذ العملية أم لا، في ضوء التوتر الأوروبي الروسي نتيجة للحرب الأوكرانية منذ فبراير 2022.

ويشير محقق أوروبي يتولى القضية، إلى أن من المستبعد للغاية ألّا يلاحظ القبطان أنّ سفينته سقطت وسحبت مرساة، وفقدت السرعة لساعات وقطعت الكابلات في الطريق، في حين يتم الحديث عن تعاون مالكة السفينة الصيني، شركة نينغبو الصينية للشحن، مع التحقيق وسمحت بإيقاف السفينة في المياه الدولية.

كيف قطعت الكابلات؟

ناقلة البضائع التي تخضع حالياً لحراسة أسطول صغير من سفن منظمة حلف شمال الأطلسي التابعة لـ #الدنمارك و #ألمانيا و #السويد، متهمة بإلحاق أضرار بالكابلات البحرية في المياه السويدية يومي 17 و18 نوفمبر، مما دفع السلطات السويدية لفتح تحقيق في التخريب.

قال المحققون الأوروبيون إن السفينة أسقطت مرساة لكنها ظلت جارية في المياه السويدية في 17 نوفمبر في حوالي الساعة 9 مساء، وقطعت مرساة السحب أول كابل بين السويد و #ليتوانيا بعد ذلك بوقت قصير.

في ذلك الوقت جرى إغلاق جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالسفينة، ثم استمرت السفينة حتى عندما خفضت مرساة السحب سرعتها بشكل كبير، وفقاً للأقمار الصناعية والبيانات الأخرى التي استعرضها المحققون.

وفي اليوم التالي، بعد أن قطعت السفينة حوالي 111 ميلاً، قامت بقطع الكابل الثاني بين ألمانيا و #فنلندا.

بعدها رفعت المرساة واستمرت في طريقها، ثم شرعت سفن البحرية الدنماركية في ملاحقة واعتراض السفينة الصينية، وهو ما أجبرها في النهاية على الرسو في مضيق “كاتيغات”، الذي يربط بحر البلطيق وبحر الشمال وفق اطلاع بقش.

ويستند المحققون إلى أن مراجعة مرساة السفينة وهيكلها أظهرت أضراراً تتفق مع سحب مرساة السفينة وقطع الكابلات.

وتعتقد شركة كيبلر لتحليلات الشحن الدولي أنّ احتمال سحب المرساة العرضي يبدو ضئيلاً بالنظر إلى الظروف الجوية المعتدلة وارتفاعات الأمواج التي يمكن التحكم فيها.

ولم يتم استجواب طاقم السفينة الصينية التي يقودها مواطن صيني ويضم بحاراً روسياً.

ولا يشتبه الأوروبيون في تورط الحكومة الصينية، لكنهم يعتقدون أن وكالات الاستخبارات الروسية تقف وراء التخريب.

الرد الروسي والصيني

قال المكتب الصحفي للكرملين الروسي لصحيفة وول ستريت جورنال إن هذه اتهامات سخيفة لا أساس لها، وذكر أن نفس المسؤولين الغربيين الذين يتهمون روسيا التزموا الصمت عندما تم تفجير أنابيب الغاز الروسي “السيل الشمالي” في قاع البلطيق والواصل من روسيا إلى ألمانيا.

أما الخارجية الصينية فأكدت أن الصين تدعم العمل مع جميع الدول للحفاظ على أمن الكابلات البحرية الدولية والبنية التحتية الأخرى.

هذا ويشار إلى أن السويد، التي كانت محايدةً سابقاً وانضمت حديثاً إلى الناتو عقب الحرب الأوكرانية، لا يمكنها إجبار السفينة الصينية على الإبحار إلى الموانئ السويدية، وذلك بموجب القانون البحري الدولي، وهو ما يجعل السلطات السويدية والألمانية تتفاوض حالياً مع مالك السفينة للوصول إلى السفينة واستجواب طاقمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى