عبور تجاري ضيق | العام الجديد يقلق أهم الممرات المائية في العالم

يترقب العالم مشهد الملاحة التجارية البحرية خلال العام 2025، في الوقت الذي تتواصل فيه التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، ويتم تسليط الضوء حالياً على أبرز الممرات المائية الحيوية بالنسبة للتجارة العالمية.
وتواجه هذه الممرات تحديات خلال العام المقبل وعلى رأسها مضيق #باب_المندب الذي يُعتبر مهماً للعالم وللمنطقة العربية ودول الخليج، حيث ساهم المضيق الاستراتيجي الواقع بين #اليمن و #جيبوتي في مرور نحو 8.8 ملايين برميل يومياً في النصف الأول من 2023 (قبل حرب الإبادة الإسرائيلية على #غزة)، مقارنةً بـ7.1 مليون برميل خلال عام 2022 بأكمله وفق البيانات التي جمعها بقش.
ويمر عبر مضيق باب المندب ما بين 12 إلى 15% من إجمالي التجارة العالمية، إلا أن أزمة البحر الأحمر الناجمة عن منع #حكومة_صنعاء عبور السفن الإسرائيلية أدت إلى تراجُع شحن الحاويات بنسبة تقارب 90% حسب بيانات متوفرة منذ منتصف العام 2024، كما أدت إلى محو ما لا يقل عن 7 مليارات دولار من إيرادات قناة #السويس المصرية.
وليس معروفاً متى من الممكن حل الأزمة، خصوصاً مع تصاعد وتيرة التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل التي تشن غارات على اليمن فضلاً عن استمرار حرب الإبادة على غزة. وتقول بلومبيرغ إن الأزمة البحرية قد تتعاظم في الأيام والأسابيع المقبلة، خصوصاً مع زيادة معدلات إطلاق الحوثيين للصواريخ على إسرائيل، مما يزيد من حالة عدم اليقين.
قناة “ملقا”: أقصر ممر ملاحي هام
يُسلَّط الضوء على التحديات التي تواجه مضيق “ملقا” الممر الملاحي الأقصر والرابط بين المحيطين الهندي والهادئ، ويقع بين #سنغافورة و #ماليزيا و #إندونيسيا، وهو ما يمثل أهم نقطة اختناق بحرية في العالم.
ويمر عبر مضيق ملقا نحو 94 ألف سفينة سنوياً، ما يمثل نحو 30% من حجم التجارة العالمية، منها نحو ثلثي تجارة #الصين و80% من وارداتها النفطية وفق متابعات بقش. وقد جعله موقعه معرضاً للمخاطر، حيث تحتاج السفن عادةً لأن تبطئ خلال العبور، ما يزيد سهولة صعود القراصنة على متنها.
وإلى جانب مخاطر القرصنة، فإنّ توقف عدد كبير من السفن في سنغافورة إما لتسليم البضائع أو التزود في الوقود، يزيد من خطر حدوث اصطدامات نظراً لتقاطع مسارات الناقلات مع سفن الصيد.
ويُذكر أن قناة ملقا شهدت وقوع أكثر من 60 حادثاً بحرياً سنوياً وفقاً لتصريحات رسمية من #تايلاند، كما أن التحدي الأهم أمام هذا المضيق أنه قد يصل إلى سعته القصوى بحلول 2030، خصوصاً مع نمو حركة الشحن البحرية بنسبة 2% على أساس سنوي.
وكمحاولة لحل هذه المعضلة تحاول تايلاند إنشاء جسر بري بطول 100 كيلومتر في أضيق جزء من شبه جزيرة الملايو، حيث يمكن تفريغ البضائع ونقلها بالسكك الحديدية والطرق، وتجنب المضيق. ويُتوقع أن تصل تكلفة هذا المشروع إلى 28 مليار دولار، وقد يسهم في خفض تكلفة الشحن بنسبة 15%.
خطر إغلاق “مضيق هرمز”
مضيق هرمز يُعد من بين الأهم عالمياً لمرور 30% من تجارة النفط العالمية عبره، ويبلغ طوله نحو 161 كيلومتراً، وعرضه 33 كيلومتراً عند أضيق نقطة، في حين أن عرض ممرات الشحن لا يتجاوز الثلاثة كيلومترات.
هذه الجغرافيا تعني أن السفن المارة بهذا المضيق، معرضة للاستهداف من الصواريخ التي تطلق من اليابسة، إضافة إلى سهولة اعتراضها عبر الزوارق أو المروحيات أو حتى الألغام.
وفي الربع الأول من 2024 شحنت الناقلات نحو 15.5 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات النفطية من #السعودية و #العراق و #الكويت و #الإمارات و #إيران، ومرت عبره أكثر من خُمس إمدادات العالم من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة نفسها حسب البيانات التي اطلع عليها بقش من بلومبيرغ.
وحتى الآن ليس هناك تهديد على المضيق، لكن مع صعود #ترامب إلى رئاسة #أمريكا وتعهُّده بفرض سياسة “الضغط القصوى” على إيران، فإن ذلك من شأنه أن يعيد التوترات إلى هذا المضيق خلال العام 2025، إلى جانب أن لدى #طهران القدرة على إغلاق الممر إلا أن أغلب نفطها يمر من خلاله.
قناة #بنما محاصرة بسبب “ترامب”
أما “قناة بنما” الاصطناعية البالغ طولها 82 كيلومتراً والرابطة بين المحيطين الهادئ والأطلسي، فتوفر للسفن آلاف الأميال والسفر لأسابيع حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، لكن تغيرات المناخ ساهمت في خفض مستويات المياه في بحيرة غاتون، مما دفع بالسلطات إلى الحد من عدد السفن التي يمكنها المرور، وفاقم أزمة الاختناق المروري في الممر الهام.
كما تواجه قناة بنما تحديات بسبب ترامب الذي افتعل مع بنما أزمة مهدداً بمعاودة فرض السيطرة الأمريكية على القناة لأنها “تُفرط في فرض الرسوم على السفن الأمريكية”.