مقالات

فرضت تغيرات ومخاوف كبيرة.. كيف يرى الأوروبيون خطورة أزمة البحر الأحمر؟

“يجب على مديري المخاطر أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن أن تتأثر سلسلة التوريد الخاصة بهم بانقطاع الشحن في وقت الحرب، أو بسبب أزمة دولية تمنع فجأةً أنشطةَ الشحن المعتادة”.

هذا ما قاله رئيس الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI) فريدريك دينيفل، في أحدث التصريحات التي تابعها بقش، مؤكداً أن مدى خطورة أزمة البحر الأحمر وأهمية أن يدرك الشاحنون ذلك.

وفي حديثه خلال المنتدى الأخير لاتحاد جمعيات إدارة المخاطر الأوروبية في #مدريد، وصف دينيفل كيف يواجه الممر الحيوي لـ30% من حركة الحاويات في العالم حالياً أزمة شحن غير مسبوقة النطاق.

وقال إن الصراع في البحر الأحمر، من منظور الشحن، هو “تمرين في إدارة الأزمات”، بدءاً من الهجمات الصاروخية، والوفيات، وعمليات الإنقاذ، والإجراءات العامة، وخسائر السفن، وخسائر البضائع، والتلوث.

ومن وجهة نظره فإن المخاطر التي تهدد التجارة تتخذ سبعة أشكال رئيسية وفق اطلاع بقش، هي: الحد من النقل البحري، وتقييد الشحن في التجارة الإقليمية، وتقليل توافر الطاقم، وإنشاء طرق أطول تفرض مخاطر جديدة، وعدم توفير أي وسيلة نقل بديلة، وتعطيل سلاسل التوريد، والتأثير على التضخم في السلع والمواد المصنعة.

أشار أيضاً إلى أن مسار الملاحة في البحر الأحمر وقناة #السويس يبلغ 10 آلاف ميل بحري ويستغرق 25.5 يوماً فقط، على أساس متوسط ​​سرعة 16.48 عقدة لسفينة حاويات عملاقة، في حين يبلغ مسار بديل حول رأس الرجاء الصالح 13.5 ألف ميل بحري ويستغرق 34 يوماً.

ومن العوامل الأخرى التي يتعين على شركات الشحن التعامل معها صعوبة التأمين على السفن والبضائع و”التأثير المتصاعد” لموقف “العين بالعين” الناجم عن العقوبات المفروضة على #روسيا.

مخاوف أوروبية

وسط الحرب الروسية الأوكرانية تضخم أسطول السفن القديمة التي تفتقر إلى التأمين المناسب، والتي تمتلك ملكية غامضة وتنتقل بين سجلات السفن المتساهلة المختلفة، وهي تشكل مخاطر على السفن الأخرى والبيئة والدول المتضررة من الحوادث البحرية التي تسببها هذه السفن.

على سبيل المثال سفينة نقل الغاز الطبيعي المسال “بايونير”، التي عادت للظهور قبالة الساحل الشمالي لـ #النرويج بعد أسبوع من توقفها في مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي الخاضع للعقوبات في القطب الشمالي، وتوصف السفينة بأنها جزء من أسطول مظلم ناشئ من ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي جمعتها روسيا للالتفاف على العقوبات الغربية.

وحسب اطلاع بقش على مواقع تتبع السفن، كان مسار السفينة بايونير بيضاوي الشكل بين النرويج وجزر سفالبارد ونوفايا زيمليا، ومع ذلك فقد ظهرت في مشروع الغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي على بعد 1000 ميل بحري بعد عدة أيام، وبالتالي فإن الطبيعة المتماثلة لمسار نظام التعريف الآلي تشير إلى أنه كان خدعة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر.

حول ذلك يقول دينيفل إن هذا السلوك يثير القلق في النرويج والمنطقة الأوروبية على نطاق أوسع، مضيفاً أنه يجب أن يؤخذ أي شيء قادم من روسيا إلى #أوروبا على محمل الجد، والنرويج، كونها قريبة جداً من روسيا، لديها بالتأكيد بعض الأفكار حول كيفية التعامل مع الوضع الذي قد يزداد سوءاً بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.

هذا ويَعتبر رئيس الاتحاد الدولي للتأمين البحري أن هذه القضايا متجذرة في التاريخ، وهو ما يفسر لماذا الوضع على ما هو عليه الآن، وكيف يمكن أن يتدهور، مؤكداً أن الأمر “لا يتعلق فقط بالتأمين البحري، بل يتعلق أيضاً بأزمة دولية محتملة قد تقترب من حدودنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى