الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

كندا تُشهر سلاح “الكهرباء” ضد أمريكا وترامب يفرض رسوماً جنونية

حالة من النزيف الحاد تشهدها الأسواق المالية والبورصات الأمريكية والعالمية، خصوصاً بعد أن ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفاته الجمركية المخطط لها على جميع منتجات الصلب والألمنيوم القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا، ليصل الإجمالي إلى 50%، رداً على قيام مقاطعة أونتاريو الكندية بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الكهرباء القادمة إلى الولايات المتحدة.

وتوعد ترامب كندا بدفع “ثمن باهظ” ورفع رسومه الجمركية إلى معدل النصف على كافة واردات الصلب والألمنيوم الكندية، وستدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم غد الأربعاء وفق متابعات بقش. واعتبر أن كندا تستخدم “الكهرباء” كورقة مساومة، مما يزيد التوتر بين الطرفين، كما أكد أنه سيعلن قريباً حالة الطوارئ في قطاع الكهرباء الأمريكي.

أزمة تصدير الكهرباء: كندا تهدد بالقطع الكامل

وأمس الإثنين رفعت مقاطعة أونتاريو التي تصدّر الكهرباء إلى الولايات المتحدة، أسعار الكهرباء لثلاث ولايات أمريكية بنسبة 25% رداً على رسوم ترامب، وأضافت رسوماً قدرها 10 دولارات كندية (7 دولارات) لكل ميغاواط/ساعة على كل الطاقة المصدرة إلى كل من مينيسوتا وميشيغان ونيويورك.

واليوم الثلاثاء، هددت أونتاريو الكندية بوقف تصدير الكهرباء إلى أمريكا “إذا لزم الأمر”، وذلك بعد أن قال ترامب إنه سيضاعف التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم الكنديين إلى 50%.

رئيس وزراء أونتاريو أكد أنه لا يريد حرباً تجارية، لكنه ثابت على موقفه بشأن الرسوم الإضافية ما لم يتراجع ترامب عن إجراءاته التجارية ضد كندا.

وحسب مراجعات بقش، استوردت ولايتا مينيسوتا وميشيغان نحو 1% من طاقتهما من كندا في 2024، وأقل من نصف هذه الطاقة جاءت من أونتاريو وحدها، كما استوردت نيويورك حوالي 4.4% من إجمالي كهربائها من كندا في 2023.

هذه التوترات برمّتها تخلق تحديات بالغة للشركات من الجانبين، فكندا تُعتبر أكبر مورد للصلب والألمنيوم لأمريكا، وتمثل حوالي ربع الصلب الذي استوردته أمريكا في 2023، وفي المقابل تنتج مقاطعة #كيبيك الكندية معظم الألمنيوم الذي تشتريه الولايات المتحدة حسب اطلاع بقش على التقارير.

نزيف حاد للبورصات الأمريكية

بالتزامن مع تحركات ترامب لفرض 50% من الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الكندية، أصيبت البورصات والأسواق المالية الأمريكية بحالة من الانهيار.

فقد أثار تفاقم الرسوم الجمركية الأمريكية مخاوف المستثمرين، وأدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي أمريكي إلى موجة بيع واسعة النطاق للأسهم، مما محا 4 تريليونات دولار من قيمة الأسهم الأمريكية.

وأدت السياسات الجديدة لترامب إلى زيادة حالة عدم اليقين بالنسبة للشركات والمستهلكين والمستثمرين، مع اشتداد الإجراءات ضد الشركاء التجاريين الرئيسيين.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كان ترامب رفض التنبؤ بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواجه ركوداً اقتصادياً وسط قلق المستثمرين بشأن تأثير سياسته التجارية، لكنه أقرَّ اليوم الثلاثاء بأن رسومه الجمركية ستجعل “الأسواق المالية تتأرجح صعوداً وهبوطاً”.

ويأتي النزيف الحاد للبورصات ليمحو مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي تجاوزت 20% في عامي 2023 و2024 حسب بيانات تتبَّعها بقش، بقيادة شركات التكنولوجيا العملاقة والأسهم المرتبطة بالتكنولوجيا مثل أسهم شركة “Nvidia”.

وكان المستثمرون يتفاءلون بأن أجندة ترامب المتوقعة لدعم النمو -بما فيها تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية- من شأنها أن تفيد الأسهم، لكن حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية والتغييرات الأخرى وفصل الموظفين من الوكالات الفيدرالية، أدت إلى إضعاف معنويات المستثمرين بشدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى