الاقتصاد العربي | بقش
أعلن مصرف سوريا المركزي عن إطلاق الليرة السورية الجديدة بنهاية الأسبوع الجاري، في خطوة نقدية تقضي بحذف صفرين من العملة المحلية المتدهورة، بحيث تصبح كل 100 ليرة سورية قديمة معادلة لليرة سورية جديدة واحدة.
ويُنظر إلى حذف الأصفار من العملة على أنه إجراء تقني يهدف إلى تسهيل التعاملات الحسابية وتحسين وضوح الأسعار.
ووفق اطلاع مرصد “بقش” على ما نُشر، من المقرر أن تبدأ عملية استبدال العملة رسمياً مع اليوم الأول من عام 2026. وقال حاكم المركزي، عبدالقادر الحصرية، إن جميع أرصدة المصارف المحلية ستُحوَّل تلقائياً إلى الليرة الجديدة مع بداية العام 2026، مؤكداً أن عملية الاستبدال ستكون مجانية بالكامل، ويُحظر خلالها فرض أي عمولات أو رسوم أو ضرائب تحت أي مسمى.
وستستمر فترة استبدال أوراق النقد القديمة لمدة 90 يوماً، وهي فترة قابلة للتجديد عند الحاجة، بما يضمن انسيابية العملية وتجنّب أي ارتباك في الأسواق أو بين المتعاملين.
سوريا كانت أعلنت في وقت سابق من ديسمبر الجاري أن استبدال أوراق النقد القديمة سيبدأ رسمياً في 01 يناير 2026، في إطار خطة نقدية جرى التحضير لها منذ فترة.
وفي وقت سابق ذكر المركزي أن الليرة الجديدة ستتألف من ثماني فئات ورقية.
تعايش العملتين خلال فترة انتقالية
في ما يخص آلية التطبيق، أوضح حاكم مصرف سورية المركزي أن العملتين القديمة والجديدة ستتعايشان خلال فترة الاستبدال، وأن المرحلة الأولى ستشمل استبدال فئات 1000 و2000 و5000 ليرة من العملة القديمة، على أن تبقى بقية الفئات متداولة مؤقتاً إلى حين تحديد مواعيد استبدالها لاحقاً.
سيعمل المصرف المركزي على الحفاظ على قيمة العملة من خلال سياسات وصفها بـ”الصحيحة”، إلى جانب إجراءات تهدف إلى ضبط السوق ومنع أي اختلالات أو مضاربات قد ترافق المرحلة الانتقالية.
وسيصدر المركزي نشرات رسمية لأسعار الصرف بالعملتين القديمة والجديدة، بهدف ضمان وضوح التعاملات المالية، ومنع التمييز والتلاعب والمضاربة في الأسعار خلال فترة التحول النقدي.
يأتي إعلان موعد إطلاق الليرة السورية الجديدة بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون قضى بإلغاء ما يُعرف بـ”عقوبات قيصر” المفروضة على سوريا منذ عام 2019، وهو ما يعتبره المركزي باباً لفرص مهمة أمام الاقتصاد السوري، من بينها إمكانية حصول البلاد على تصنيف ائتماني سيادي.
وحسب تتبُّع بقش، أزال إلغاء عقوبات قيصر حاجزاً قانونياً أساسياً كان يعيق إعادة اندماج سوريا في النظام المالي الدولي.
ويأتي إصدار العملة بحذف صفرين وسط تدهور حاد شهدته الليرة السورية خلال السنوات الماضية، إذ فقدت أكثر من 99% من قيمتها منذ عام 201، ويبلغ سعر الصرف حالياً نحو 11 ألف ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، مقارنة بنحو 50 ليرة فقط قبل اندلاع الحرب.
