الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

مع انهيار الأوضاع الاقتصادية.. أحداث دامية في تريم تزيد توترات حضرموت

متابعات محلية | بقش

تزداد الأوضاع الأمنية سوءاً في حضرموت التي يطالب سكانها بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمات العامة التي يعدونها أبسط حقوقهم، فقد شهدت مدينة تريم أحداثاً دامية ومواجهات عنيفة بين قوات الأمن والجيش من جهة، ومحتجين غاضبين من جهة أخرى، أثناء محاولة القوات فتح طريق رئيسي أغلقه المتظاهرون منذ أيام.

استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة، بينهم حالات خطيرة نُقلت إلى مستشفى سيئون العام. ووفقاً لشهود عيان، فقد باشرت القوات بالقوة بإزالة الحواجز التي وضعها المحتجون في الشارع الحيوي، مستخدمة القوة أيضاً لفض التجمهر، في حين رد المتظاهرون بهتافات غاضبة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية ووضع حد للانفلات الاقتصادي في المحافظة، إضافةً إلى عدم خفض الأسعار بعد تراجع أسعار الصرف.

هذه الأحداث تأتي مع تصاعد حالة الغضب الشعبي في مدن وادي وصحراء حضرموت، نتيجة تدهور الخدمات العامة، وسط غياب الحلول الحكومية، ما ينذر بتفاقم الأوضاع ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة تلبي مطالب المواطنين.

ومع اشتعال الأحداث وتصاعدها، عاد محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، اليوم السبت إلى مدينة المكلا، قادماً من السعودية، عقب غياب استمر لقرابة ثلاثة أشهر وفق متابعات بقش، ويأتي وصوله في الوقت الذي زادت فيه الأمور تعقيداً على المستويين الإداري والخدمي.

حلف قبائل حضرموت: سندافع عن النفس

حلف قبائل حضرموت أصدر بياناً احتجاجياً حصل بقش على نسخة منه، لوّح فيه إلى عدم السكوت عن أحداث تريم “التي نتج عنها ضحايا وإصابات في صفوف المواطنين العُزَّل، جراء الاعتداءات السافرة والغاشمة من قِبل القوات العسكرية والأمنية بالوادي والصحراء، و إطلاقها الرصاص الحيّ المباشر على صدور المتظاهرين السلميين، الذي يحملون مشروع حضرموت، وحقوق ومطالب مشروعة من أجل العيش بكرامة على أرضهم” وفقاً للحلف.

وأضاف: “نعلن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أن أي اعتداء عليهم يُعد اعتداءً على الحلف كله، وسيجر إلى فعل مماثل دفاعاً عن الحق، والأرض، والنفس”.

اللجنة الأمنية: إغلاق الطريق تسبب بأضرار اقتصادية

اللجنة الأمنية بالوادي والصحراء بررت تصرفاتها بأن قطع الطريق الرئيسي الدولي بمدينة تريم نتجت عنه أضرار اقتصادية ومادية جسيمة جراء تلف عدد كبير من البضائع والسلع، إلى جانب الشكاوى المتكررة من المواطنين الذين تعذر عليهم الوصول إلى أعمالهم ومصالحهم في المديريات المجاورة.

وقالت اللجنة الأمنية إنها بذلت كل الوسائل وتواصلت مع الوجاهات للتفاوض مع من قاموا بقطع الطريق عبر تواصلها مع العقال والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية، والذين أجمعوا على إدانة هذا الفعل الذي يضر بالمصلحة العامة ويشوه سمعة تريم ومكانتها الدينية والثقافية ويضر بالسلم المجتمعي، وفقاً للجنة، مضيفة وفق اطلاع بقش: “ومن هذا المنطلق كان على الجهات الأمنية ألا تسمح بانفلات الوضع الأمني أو المساس بهيبة الدولة”، في إشارة إلى التدخل بالقوة.

وبنفس الوقت دعت اللجنة الأمنية السلطات المحلية في كل المديريات إلى القيام بواجبها في مراقبة الأسعار وتطبيق قرارات البنك المركزي بتعديل الأسعار بعد تحسن صرف العملة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

ومن جانب آخر، قالت السلطة المحلية بتريم إنها أغلقت عدداً من المحلات التجارية، لعدم التزامها بتخفيض الأسعار بما يتماشى مع تحسن العملة المحلية وانخفاض أسعار الصرف. وأشارت إلى أن العمل مستمر في تنفيذ هذه الحملات، مع اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتلاعبين بالأسعار.

الاحتجاجات تعود إلى المكلا

في سياق الأحداث الملتهبة في تريم، عادت الاحتجاجات مجدداً إلى مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، تزامناً مع عودة المحافظ من السعودية.

وقام عدد من المحتجين بقطع الطريق الرئيسي في منطقة الديس حسب متابعة بقش، احتجاجاً على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وتدهور الخدمات الأساسية في المدينة.

ويحتج أبناء حضرموت بشدة على تردي الأوضاع المعيشية الصعبة التي أدت إلى تزايد السخط الشعبي تجاه أداء السلطة المحلية، متهمين إياها بالفشل في اتخاذ أي حلول جادة وجذرية إزاء الأزمات الخدمية، وكذلك الأمنية، التي تعاني منها حضرموت.

ويرى مراقبون أن الاحتجاجات مرشحة لمزيد من التصعيد الشعبي الذي يُدخل المحافظة إلى منطقة خطرة من التوترات والانقسامات، وأن تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والعجز الكلي للسلطة المحلية عن تلافي الأوضاع، كفيل بقلب الموازين في المحافظة خلال الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش