الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

مستحقات سبعة أرباع عالقة لم تُصرف.. طلاب اليمن في الخارج يتهمون حكومة عدن بـ”تدمير مستقبلهم”

فاقت أزمة طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج حدَّها، حيث تتجاهل “حكومة عدن” صرف مستحقات سبعة أرباع متراكمة للطلاب، وعلى رأسهم المبتعثون في مصر والهند والمجر، والذين يؤكدون أن الحكومة تتجاهل مطالبهم وتتحمل مسؤولية تفاقُم المعاناة التي وصلوا إليها.

مرصد “بقش” سلَّط الضوء على تفاقم معاناة الطلاب في الخارج والتي تؤرقهم بشكل يومي، إذ ينتظرون حتى اليوم المستحقات المالية المتأخرة منذ الربع الرابع لعام 2023، ويطالبون بصرف مستحقات هذا الربع مع الأرباع الأربعة لعام 2024، والربعين الأول والثاني للعام الحالي 2025.

الكثير من بيانات التنديد دون فائدة

إضافةً إلى انتظارهم صرف مستحقات كل الأرباع السبعة، فإن المبتعثين يؤكدون على ضرورة إعداد كشوفات الربع الثالث أيضاً لعام 2025، تجنباً للتأخير، وكذلك صرف بدل الكتب والبحث الميداني والطباعة.

ووفق بيان حصل عليه بقش لطلاب اليمن في مصر والهند، يطالب الطلاب أيضاً بسرعة التعزيز بمستحقات الطلاب الذين تم إسقاطهم من كشوفات الربع الثالث 2023 رغم قانونية وضعهم.

وسيواصل الطلاب تصعيدهم عبر الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات حتى يتم تحقيق المطالب، وهي وقفات واعتصامات يقومون بها منذ العام الماضي للتعبير عن مدى خطورة أوضاعهم المعيشية.

وحسب تتبُّع بقش لهذا الملف، يُعتبر هذا البيان الثامن تقريباً منذ بداية عام 2025 والذي يطالب بصرف الأرباع المتأخرة، لتُضاف هذه البيانات الثمانية إلى قائمة البيانات الطويلة التي صدرت في العام الماضي 2024 واطلع بقش على فحوى المعاناة الواردة فيها طوال العام.

من جانب آخر، طالب طلاب اليمن المبتعثون في المجر بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة لسبعة أرباع، وأكدوا في بيانهم الذي وصل بقش أنهم اضطروا لترك مقاعد الدراسة واللجوء إلى العمل لتأمين قوت يومهم، وسط تجاهل الجهات المختصة مطالبهم، محملين إياها كامل المسؤولية عن تدهور أوضاعهم المعيشية والتعليمية.

وبشكل خاص، يكرر الطلاب مطلب إعداد وإرسال كشوفات الأرباع المستحقة والرسوم الدراسية بشكل منتظم ودون تأخير، وعدم تأخير إعدادها أو تركها حبيسة الأدراج، وصرف تذاكر سفر للخريجين ومتابعة وزارة المالية لتعزيزها، إلا أن تكرار المطلب لا يلقى تجاوباً رسمياً.

وكان آخر إعلان رسمي من وزارة التعليم العالي بحكومة عدن عن تحويل مستحقات المبتعثين، في ديسمبر 2024، إذ أعلنت عن بدء إجراءات تحويل مستحقات الربع الثالث لعام 2023 فقط، من بنك عدن المركزي إلى الملحقيات الثقافية والسفارات اليمنية.

معاناة المبتعثين في الخارج

حسب طلاب يمنيين مبتعثين في الخارج تحدثوا لـ”بقش”، فإن الديون تتراكم على الطلاب بسبب تأخير صرف مستحقاتهم، إلى حد أن كثيرين منهم باتوا مهددين بالطرد من مساكنهم، في حين اضطر البعض بالفعل إلى الانتقال لمحال إقامة أخرى أقل قيمة للتخفيف من الأعباء المالية.

ويعجز كثيرون منهم أيضاً عن توفير المتطلبات المعيشية اليومية إلى جانب متطلبات إيجار السكن ومتطلبات الدراسة الأكثر إلحاحاً.

ويأتي عجزهم عن توفير كل ذلك بشكل كامل، رغم أن الوضع الصعب دفعهم إلى العمل في أعمال مختلفة في بلاد الابتعاث لتغطية المتطلبات اليومية.

وأكد طلاب لـ”بقش” أن اضطرارهم للعمل شكَّل صعوبات جسيمة بالنسبة لهم، أبرزها عدم القدرة على التوفيق بين الدراسة والعمل، وتأثير العمل الاضطراري على درجات التحصيل الدراسي للطلاب، ما يعني بالنتيجة التأثير على مستواهم التعليمي.

وتمثّل مشكلة تأخير صرف المستحقات لقرابة العامين مخاوف جسيمة لدى الطلاب من أن هذا الوضع يهدد بتدمير مستقبلهم.

وبحلول العام الجاري، عبّر الطلاب المبتعثون عن استيائهم من دخول العام الجديد 2025 بينما لم يتم تسليم مستحقاتهم المالية للربع الأخير من عام 2023، لتصل المستحقات المتأخرة إلى سبعة أرباع متتالية.

هذا ويصف الطلاب الوضع بـ”المؤلم”، مؤكدين أنه لا يعكس إهمال الجهات المعنية فقط، بل يسيء أيضاً إلى سمعة المبتعثين اليمنيين وحكومة عدن أمام المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى