نفوذ خارجي يتمدد وسيادة يمنية على المحك.. تسليم مطار سقطرى لشركة خاصة إماراتية

بقش
22 فبراير 2025
بتوجيهات صدرت مؤخراً من وزير النقل بحكومة عدن، أثار قرار تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية خاصة، جدلاً واسعاً في الجزيرة اليمنية، كونه مرفقاً سيادياً يمنياً يتم التصرف به بالشكل الذي يؤثر على الموظفين والعاملين وخدمات المسافرين وكذلك على الحركة الجوية.
تم تسليم المطار لشركة “المثلث الشرقي” الإماراتية، وخرجت احتجاجات لموظفي المطار وسكان الجزيرة، الذين يرون الأمر يهدد السيادة اليمنية، فضلاً عن كون قرار التسليم يفتقر إلى توجيهات من جهات عليا أخرى مختصة، كالرئاسة والبرلمان.
تمرير للمشروع وتمدُّد للنفوذ الإماراتي
الشركة الإماراتية، المثلث الشرقي القابضة، يديرها الضابط الإماراتي سعيد الكعبي، وهي من تولت إدارة منافذ أخرى في الجزيرة وفق معلومات بقش، ما يعبّر عن مساعي الإمارات لتمديد نفوذها في الجزيرة.
الموظفون في المطار رفضوا ذلك واعتبروا المطار سيادياً لا تجوز خصخصته أو تسليمه لجهة أجنبية، وفي احتجاجهم الخميس، 20 فبراير، أكدوا على ضرورة إلغاء القرار، ورفضوا استبدالهم بموظفين جدد تابعين للشركة الإماراتية، في إطار مساعي السيطرة الكاملة على الجزيرة. وقد واجه مسلحو المجلس الانتقالي الوقفة الاحتجاجية وعملوا على تفريق المحتجين.
ووفق تصريحات لخاتم الصدقهاوي، رئيس قسم التفتيش والتدقيق في مطار سقطرى، فإن جميع موظفي مطار سقطرى الدولي والجهات العاملة بالمطار قاموا “بوقفة احتجاجية تعبيراً عن رفضنا واستنكارنا لقرار إنشاء مركز سقطرى لخدمات الطيران تحت مظلة شركة المثلث الشرقي داخل المطار دون أن يكون هناك تبيين واضح أو اتفاقية وفق لوائح وأنظمة الهيئة العامة للطيران، والتي تضمن حقوق الموظفين وسيادة المطار”.
وسيواصل الموظفون احتجاجاتهم ضد هذه القرارات حتى إيجاد حلول كفيلة من وزارة النقل والهيئة العامة للطيران.
أكد أيضاً المخاوف من أن يحصل في المطار كما حصل في قطاعات خدمية أخرى، كقطاع الكهرباء، حيث تم الاستحواذ على مؤسسة كهرباء سقطرى، وتم تشريد الموظفين، كما تمت السيطرة على سوق المشتقات النفطية من خلال شركة “أدنوك” الإماراتية، والسيطرة على الميناء، ومن خلال موظفين من خارج الجزيرة، من هنودٍ وأردنيين ومصريين.
وسيمنع العمالُ في المطار موظفي الشركة الإماراتية من دخول المطار باستثناء يوم وصول رحلة طيران العربية من أبوظبي الأسبوعية، “لكن بقية الأيام لن نسمح لهم بدخول المطار لأن المطار رمز لسيادة بلدنا، ولن نتهاون في الدفاع عنه، وسنظل صامدين حتى تنفيذ كل المطالب، ما لم فسنظل في حال استنفار ورفض وتصعيد”. مضيفين في البيان: “نحن لا نريد الشركة الإماراتية في الجزيرة، ولن نسمح لموظفيها بدخول المطار أبداً، ولن نسمح بدخول المعدات الخاصة بالشركة للمطار مهما كان” وفقاً للصدقهاوي.
وتابع: “سيطروا على الكهرباء وعلى سوق المشتقات النفطية، وعلى الأمن العام حيث تم تدريب قوات لكي تحميهم ممثلة في قوات الحزام الأمني، وكذلك إدارة المرور سيطروا عليها، باختصار الملف الأمني سيطروا عليه بشكل كامل”.
شركة غامضة
ويشوب الغموض تحركات شركة المثلث الشرقي القابضة، إذ لا تتوافر معلومات رسمية عنها، أو عن مشاريعها وأعمالها خارج اليمن، رغم كونها مشرفة على عدة أنشطة في سقطرى في مجالات كالكهرباء والأشغال، كما عملت على شراء الأراضي في محميات طبيعية.
وقد تسلمت شركة المثلث الشرقي القابضة إدارة مطار محافظة أرخبيل سقطرى، بعد أن كانت تسلمت إدارة الميناء البحري، ما يجعلها الآن مسيطرة على منافذ الجزيرة الجوية والبحرية، إلى جانب تواجد الإماراتيين في جزيرة عبد الكوري الواقعة ضمن الأرخبيل، حيث تنشئ أبوظبي قاعدة عسكرية هناك وفق متابعات بقش.
هذا ما يدفع التحليلات تتناول تحركات الشركة القابضة باعتبارها تعمل على تعزيز السيطرة العسكرية والمخابراتية بعيداً عن الأغراض التنموية.
وفي حين لا وجود لأعمال للشركة خارج البلاد، يمثل تسليم مطار سقطرى لها تطوراً مثيراً للقلق، وسط غياب الحكومة رسمياً عن المشهد السقطري الذي يعاني المواطنون خلاله من التهديدات المستمرة من جانب الهيمنة الإماراتية.