هل أثرت توترات البحر الأحمر على قناة السويس المصرية؟
الأخبار العربيةهل أثرت توترات البحر الأحمر على قناة السويس المصرية؟

في أواخر ديسمبر 2023 قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن الاقتصاد المصري يواجه تحدياً جديداً بانخفاض وشيك في إيرادات قناة السويس، بعد إعلان كبرى شركات الشحن العالمي تجنب المسار البحري في البحر الأحمر نتيجة هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل. ووصفت ذلك بأنه يقيد أعداد السفن المارة عبر القناة، فيما قلّل خبراء من تأثير القرار على إيراداتها، ورجحوا عدم استمرار التوترات الحالية لفترة طويلة. وقالت القناة إن 55 سفينة حولت عبورها عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى 17 ديسمبر، لكنها نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة مرت بالقناة خلال نفس الفترة، وفقاً للهيئة. خبراء نقل دوليون نقلت عنهم الشبكة الأمريكية قولهم إن تحويل شركات الشحن لمسار السفن التجارية إلى طريق رأس الرجاء الصالح يعد أمراً مؤقتاً بسبب التوترات الجوسياسية، لكنه لن يستمر طويلاً بسبب التكلفة المرتفعة للشحن من خلال الطرق البديلة لقناة السويس، إضافة إلى طول مدة الرحلة مما يؤثر على التكلفة الإجمالية للشحن، ومواعيد التسليم. وفي تقرير لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني، قالت الوكالة إن شركات الشحن ستواجه تكاليف متزايدة بسبب مرور السفن من خلال رأس الرجاء الصالح، مما سيدفعها لرفع الأسعار. ومن بين أكثر أنواع الشحن المتأثرة بشكل سلبي بالتوترات الجارية، هي حاويات الشحن تليها ناقلات البضائع السائبة، في حين ستستفيد أسعار الشحن الجوي من الطلب على الشحنات التي تحتاج إلى سرعة في نقلها. إلى ذلك واصلت أعداد كبيرة من السفن التجارية الإبحار في جنوب البحر الأحمر رغم تحذيرات القوات البحرية الغربية بالابتعاد عن الطريق التجاري الرئيسي لتجنب هجوم الحوثيين. يوم الجمعة الماضي، نصحت القوات البحرية المشتركة -التي تضم كلاً من القوات البحرية البريطانية والأميركية- السفن التجارية بالابتعاد عن منطقة الخطر. وجاءت نصيحتها بعدما شنت الدولتان غارات جوية على أهداف في اليمن ضمن محاولة لقمع هجمات الحوثيين على السفن التجارية، ما أثار مخاوف بشأن الأعمال الانتقامية. عدد كبير من السفن التجارية هذه النصيحة. حيث تراجعت أعداد السفن المارة عبر باب المندب منذ يوم الجمعة بأكثر من النصف مقارنةً بالفترة المقابلة من الشهر السابق، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي رصدتها بلومبرغ. لكن مع ذلك، واصلت 114 سفينة -بما فيها ناقلات النفط وناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات- عبورها داخل أو خارج البحر الأحمر عبر نقطة المرور الضيقة، وفقاً للبيانات التي اطلع عليها مرصد «بقش» يقارن العدد الأخير مع 131 سفينة خلال الفترة نفسها من الأسبوع السابق، عندما كانت التوترات في المنطقة مرتفعة بالفعل وكانت السفن مستهدفة بصواريخ الحوثيين والطائرات المسيرة. كما تراجع عدد السفن المارة من 272 سفينة في الفترة نفسها قبل شهر و252 قبل ستة أشهر. تعتبر مواصلة عدة سفن لعبورها الممر المائي بمثابة تذكير بأن شركات النقل البحري لديها نسبة تحمل مختلفة للمخاطر، ويعتبر بعضها أنه بإمكان سفنها العبور بأمان. وعلى الرغم من تراجع عدد الشحنات بوجه عام بشكل حاد، إلا أن شحنات النفط من روسيا تراجعت بنسبة أقل بكثير. كما أعلنت العديد من السفن عن اتصالات مع الصين على أمل الإبحار بأمان. وذكرت بعض الشركات أيضاً أنها لم تشارك في التجارة مع إسرائيل. وفي سياق متصل، أفاد رئيس هيئة قناة السويس أمس الثلاثاء الموافق 16 يناير 2004 بأن بعض شركات الشحن علقت العبور من قناة السويس بشكل مؤقت لحين إشعار آخر، وليس تحويلاً دائماً، حد تعبيره. حكومة صنعاء : نهاجم السفن المرتبطة بإسرائيل فقط ووقف الهجمات مرهون بوقف حرب غزة تحويل الشركات مرورها بطرق بديلة لقناة السويس سيؤدي لتأثير طفيف جداً على إيرادات القناة، حسب سي إن إن، لأن عدد السفن التي غيّرت اتجاه مرورها من قناة السويس محدود جداً مقارنة بعدد السفن المارة يومياً، كما أن الوضع لن يستمر طويلاً. وكانت الهيئة في بيان رسمي قالت إن هناك سفناً تمر من القناة لبعض الخطوط الملاحية التي أعلنت تحويل مسارها، مشيرةً إلى ثقتها في عودة انتظام الرحلات من خلال الممر الملاحي، لأنها الطريق الأسرع والأقصر، وتصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارة آسيا وأوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين وفقا لميناءي القيام والوصول. وحقّقت قناة السويس إيرادات بلغت 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022/2023، ويُتوقع أن تحقق 10.3 مليار دولار خلال عام 2023، وفق بيان رسمي للرئاسة المصرية في أكتوبر الماضي. إلى ذلك يربط خبراء انتهاء هذه الأزمة بالتوصل إلى وقف إطلاق النار على غزة، وهو ما ليس واضحاً حتى الآن، في حين لم يُثنِ تشكيل تحالف أمريكي دولي بحري قوات صنعاء عن مواصلة هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل. من جهتها أكدت صنعاء مراراً أن العمليات في البحر الأحمر ليست مصدر قلق سوى لإسرائيل ولا تستهدف أي سفن أخرى، وحذرت من «مساعي الإسرائيليين لتوريط العالم بتوسيع الصراع ومنح نتنياهو طوق النجاة». ووفقاً لمحمد عبدالسلام، رئيس وفد صنعاء المفاوض، فإن البحر الأحمر آمن ماعدا السفن المرتبطة بإسرائيل، مؤكداً أن العمليات لا تستهدف غير السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالموانئ المحتلة فقط. وبالنسبة لصنعاء فإن وقف العمليات البحرية محكوم بفك الحرب والحصار الإسرائيلي على غزة وإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، حسب بياناتها المرتبطة بالموضوع.

المزيد من المقالات