موقف اقتصادي حرج | إسرائيل تتحول لبيئة طاردة للشركات العالمية
مقالاتموقف اقتصادي حرج | إسرائيل تتحول لبيئة طاردة للشركات العالمية

بقش - مقالات 7 نوفمبر 2023م أحمد الحمادي يبدو الاقتصاد الإسرائيلي في موقف حرج للغاية، كونه يتجه في الربع الأخير من 2023 إلى محو جميع المكاسب التي حققها خلال العام الجاري، بفعل الحرب على قطاع ‎#غزة، بالتزامن مع مخاوف الشركات العالمية التي دفعتها إلى الإلغاء الجزئي أو الكلي لأعمالها هناك. ويقترب الاقتصاد من انكماش 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام مع تصاعد الحرب على غزة، وفقاً لرؤية بنك جيه بي مورغان الأمريكي، ولم يسجل الكيان الإسرائيلي هذا الانكماش منذ الجائحة التي تسببت في إغلاق الاقتصاد البالغ حجمه أكثر من 500 مليار دولار. كما أن الموقف الإسرائيلي في غاية التوتر نظراً للتوجهات الدولية إلى تقليص التجارة المتبادلة معها إذا لم يكن المقاطعة. حيث تواجه إسرائيل مقاطعة جزئية أو كلية من قبل تجار ومستثمرين دوليين، ويضاف ذلك إلى حملة المقاطعات الشعبية التي شنَّها عدد من شعوب الدول العربية ضد المنتجات الأمريكية والإسرائيلية والداعمة. وآخر المستثمرين الذين قرروا تقليص تجارتهم مع إسرائيل كانوا من ‎#تركيا، إذ انخفضت التجارة المتبادلة بين الأتراك وإسرائيل بنسبة 50% منذ 7 أكتوبر مقارنةً بالعام الماضي، وفقاً لتصريحات عن وزير التجارة التركي. شركات عالمية تعيد حساباتها في إسرائيل الشركات العالمية أصبحت تتعامل مع الاقتصاد الإسرائيلي بكثير من الحذر جراء التطورات الحاصلة، بما فيها الشركات التي تربطها علاقات وثيقة مع السوق الإسرائيلية. وهناك عدة شركات ومؤسسات عالمية أغلقت عملياتها كلياً أو جزئياً، مثل بنك وول ستريت الشهير الذي طلب من أكثر من 200 موظف في إسرائيل العمل من المنزل، وبنك أوف أمريكا الذي أغلق مكتبه بالكامل إلى حين هدوء الوضع، وفقاً لمتابعات بقش. كما أن شركة Nvidia، وهي أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية، ألغت قمة الذكاء الاصطناعي التي كان مقرراً عقدها في تل أبيب خلال أكتوبر الماضي. سياحياً، قامت مجموعة فنادق InterContinental بإغلاق فندق Six Senses وفندق Indigo في تل أبيب، كما عدلت شركة الرحلات البحرية الأمريكية Carnival رحلاتها البحرية، وأوقفت إجراء المكالمات إلى الموانئ في إسرائيل. ولعلَّ أكثر الشركات التي تواجه صعوبة في موقفها، هي الشركات الألمانية التي تتخذ مقرات لها في تل أبيب، وتتمثل في عشرات شركات التكنولوجيا والأدوية والصناعة وغيرها. الشركات الألمانية الأم -التي تُعرف لدى تل أبيب بجودة منتجاتها- اتخذت إجراءات احترازية داخل إسرائيل، مثل شركات صناعة الأدوية التي طالبتها الجهات المعنية بتحليل نسبة المخاطر المحتملة المرتبطة بالأدوية ذات الإمدادات الحيوية والتأكد من خطط الطوارئ ووجود مواقع إنتاج احتياطية. ووفقاً للاتحاد الفيدرالي للشركات الألمانية متوسطة الحجم، فقد غادر العديد من الموظفين الألمان تل أبيب ويعملون من ألمانيا الآن. ويتم العمل على إعادة جدولة أو تأجيل المؤتمرات والفعاليات مع شركات التكنولوجيا الفائقة والشركات الصناعية والتي كان مخططاً لها للأشهر القليلة المقبلة، أو تأجيلها لأجل غير مسمى. ومن الشركات الألمانية الكبرى التي تستثمر أعمالها ومهندسيها في إسرائيل، شركات "سيمنز" و"ميرك" و"تيلكوم" و"بوش" و"دايملر" و"فولكسفاغن" و"بي إم دبليو"، ولديها مراكز أبحاث هناك وتستثمر في شركات ناشئة.

المزيد من المقالات