فاز ترامب، صاحب شعار "#أمريكا أولاً"، برئاسة الولايات المتحدة مجدداً على حساب الديمقراطية كامالا هاريس، وهو ما يمكن أن يطوي الصفحة الاقتصادية لإدارة #بايدن (ونائبته هاريس) التي يقول خبراء اقتصاد إنها تسببت في تباطؤ الوظائف وسوق العمل منذ تولي بايدن الرئاسة في يناير 2021. وتعهَّد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الواردات، وفرض رسوم جمركية أعلى بنسبة 60% على تجار السلع في #الصين، وفي المقابل قال إنه سيقوم بخفض الضرائب، وكذلك ترحيل الملايين من المهاجرين الذين يعتمد عليهم الاقتصاد الأمريكي في كثير من الوظائف. ومع فوز ترامب، قفز سهم مجموعته الإعلامية بأكثر من 31% اليوم الأربعاء وفق متابعات بقش، إلى 44.69 دولاراً تقريباً للسهم، بتبلغ القيمة السوقية لشركة ترامب نحو 7 مليارات دولار. وتابع "بقش" في أكتوبر الماضي ارتفاع أسهم الشركة بنحو 120% على وقع المراهنات على فوز ترامب. كما ارتفع سهم شركة "تسلا" المملوكة لـ"إيلون ماسك" وهو من أكبر داعمي ترامب مالياً في حملته الانتخابية. وقفز سهم الشركة بنسبة 14.53% إلى أكثر من 287 دولاراً، وزادت ثروة ماسك بنحو 5 مليارات دولار اليوم الأربعاء لتصل إلى 264.7 مليار دولار، وبقي متصدّراً قائمة "فوربس" لأغنياء العالم، في حين يحتل ترامب نفسه المرتبة الـ579 في قائمة الأغنياء بثروة تُقدَّر بـ6 مليار دولار. التداعيات الأولية للنتيجة المتوقعة على وقْع فوز ترامب الذي كان فوزه محتملاً لدى الأسواق العالمية بشكل كبير، انخفضت أسعار النفط العالمية مع ارتفاع الدولار الأمريكي، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بمقدار 1.04 دولار أو 1.4% إلى 74.49 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب #تكساس الوسيط الأمريكي 1.04 دولار أو 1.4% إلى 70.95 دولار للبرميل حسب مراجعة بقش للبيانات. وقد ارتفع الدولار عالمياً بنسبة 2% تقريباً في أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر، ويؤثر ارتفاع الدولار على أسعار السلع الأولية، في الوقت الذي تقول فيه التحليلات إن رئاسة ترامب قد تشهد سياسات قد تزيد من الضغط على الاقتصاد الصيني، مما يضعف الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام في العالم. إذ تؤكد رويترز أنّ "قوة الدولار الأمريكي تجعل السلع المقومة بالدولار مثل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى". ويشير مزود البيانات الاقتصادية "ترادينج إيكونوميكس" إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي" قد ينفذ خفضاً أكثر حذراً لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، حيث يحاول موازنة الضغوط التضخمية المستمرة مع تباطؤ سوق العمل، في حين تتوقع الأسواق أيضاً إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر المقبل. ومن جانب آخر تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع تقريباً مع قفزة الدولار إثر العودة السياسية لترامب، وحوَّل المستثمرون في الذهب انتباههم إلى اجتماع سياسة الاحتياطي الفيدرالي المقبل، وقد كان احتمال إجراء العديد من التخفيضات في أسعار الفائدة يدعم الارتفاع المذهل للسبائك هذا العام. وتراجع السعر الفوري للذهب بنسبة 1.5% إلى 2703.93 دولار للأوقية (الأونصة)، مع ارتفاع سعر الدولار، مما يجعل السبائك أكثر تكلفة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، حيث يراهن المتداولون على أن احتمال زيادة التعريفات الجمركية في عهد ترامب قد يبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. قراءة مبدئية: ما بعد الانتخابات يمكن أن يجدد ترامب العقوبات على #إيران و #فنزويلا النفطيتين، وهو ما سيضغط على أسواق الطاقة الدولية بشكل يثير القلق من حدوث اضطرابات سوقية، كما يراقب المحللون تأثير رئاسة ترامب على صناعة "الطاقة المتجددة" التي لا يهتم بها ترامب، إذ يفضل تشجيع نمو إنتاج النفط الأمريكي بخلاف إدارة بايدن التي كبحت الإنتاج نزولاً عند الدعوات البيئية، وفق اطلاع بقش. وتورد "رويترز" أنّ ذلك بالعموم ليس جيداً لمجموعة "أوبك+" التي تضم أعضاء أبرزهم #روسيا و #السعودية، إذ سيتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون حماية حصتهم في السوق أو محاولة الحفاظ على مستويات الأسعار. ووفقاً لبريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، فإن إشارات ضعف الطلب أثرت أيضاً على النفط اليوم الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية زادت أكثر من المتوقع. وعلى الصعيد العربي، يُقرَأ فوز ترامب على أنه يمثل تحدياً للاقتصادات العربية على اختلافها وتنوعها من دولة لأخرى. إذ يعتقد محللون أن الدول العربية ستلجأ لاستراتيجيات أكثر مرونة وتنوعاً للتعامل مع التغيرات المحتملة في العلاقات التجارية والاستثمارية مع الاقتصاد الأكبر في العالم، بما في ذلك في مجالات النفط والاستثمار. ويُنظر إلى سياسات ترامب على أنها تعزز الضغط على الاستثمارات الأجنبية، إذ سعى ترامب في رئاسته السابقة لفرض ضرائب وعقوبات تجارية على دول اعتبرها منافسة أو تهدد المصالح الأمريكية، وقد يؤدي وضع كهذا بالمستثمرين في الدول العربية لاتخاذ تدابير حذرة في التعاملات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، خصوصاً في مجالات الطاقة والتكنولوجيا. وليس ملموساً بعدُ ما إذا كانت استثمارات الشركات العربية ستتأثر في أمريكا أم لا، لكن على الأرجح قد تتأثر تجارة السلع والخدمات (العربية-الأمريكية) بسياسات ترامب لرغبته في تبنّي سياسات تجارية صارمة بفرض تعريفاته الجمركية الباهظة على الواردات، وفق قراءة بقش. الانتخابات الأغلى في التاريخ تُعد هذه الانتخابات هي الأغلى في التاريخ الأمريكي، إذ أنفق ترامب وهاريس مجتمعَين قرابة 3.5 مليارات دولار، وقد أظهرت بيانات مالية أنّ الحملات الانتخابية جمعت إجمالاً نحو 4.2 مليارات دولار. وتفوقت هاريس في جمع التبرعات على منافسها الجمهوري، وجذبت المجموعاتُ المرتبطة بها أكثر من 2.3 مليار دولار، وأنفقت 1.9 مليار دولار، فيما جمعت مجموعات ترامب أكثر من 1.8 مليار دولار وأنفقت 1.6 مليار دولار. وتشير صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إلى أن نحو نصف الإنفاق في الانتخابات ذهب إلى الإعلانات والإعلام. كما خصصت مجموعات حملة ترامب جزءاً من الإنفاق على القضايا القانونية للرئيس السابق، حيث خُصص أكثر من 100 مليون دولار، أو 14% من إجمالي الإنفاق، لصالح نفقاته القانونية. هذا وساهم ماسك بمبلغ 118 مليون دولار لـ"أمريكا باك" الداعمة لترامب، بعد أن ساهم في تأسيس المجموعة هذا الصيف، بل إن ماسك تعهّد في أكتوبر الماضي بالتبرع بـ"مليون دولار" يومياً حتى الانتخابات لأي شخص داعم لترامب، وقام ماسك بمنح شيك بقيمة مليون دولار لأحد الحاضرين في فعالية أقامها في #بنسلفانيا بهدف حشد المؤيدين خلف ترامب الذي وَصَف ماسك بأنه "النجم الجديد" للحزب الجمهوري.